أصدرت رابطة العمل الشيوعي، الفرع المغربي، للتيار الماركسي الأممي، العدد الثاني من جريدة الثورة (مارس 2016) والذي تضمن مقالا حول الموقف من حزب الله في ضوء تصنيفه كتنظيم إرهابي من طرف مجلس وزراء داخلية العرب، وردود فعل التنظيمات اليسارية المعبرة عن إدانتها لهذا التصنيف او المتضامنة مع حزب الله، إضافة الى مقال مفصل عن الحرب في سوريا، وكذلك مقال آخر عن استحالة استمرار الرأسمالية وضرورة الاشتراكية بديلا جذريا وواقعيا ونهائيا لكل المآسي التي أتت بها الرأسمالية، ومقالات أخرى
الافتتاحية
ضرورة الاشتراكية تأتي من حقيقة أن الرأسمالية قد أفلست نهائيا على الصعيد العالمي ومحليا، بل لقد صارت خطرا محدقا ببقاء الحضارة الانسانية نفسها.
جريدة الثورة هي استمرارية من حيث المضمون لتجربة جريدة الشيوعي، لكننا قررنا أن نغير اسم جريدتنا من "الشيوعي" إلى "الثورة" حرصا على الوضوح الثوري.
الرأسماليون، ولكي يحافظوا على امتيازاتهم ومعدلات ربحهم، يدمرون البيئة ويضربون حتى الحد الأدنى الضروري لعيش العمال، من سكن وعمل لائقين وأجرة كافية وصحة وتعليم، الخ. لذا فإن البورجوازية، كما قال البيان الشيوعي، عاجزة عن أن تستمر طبقة سائدة، لأنها عاجزة حتى عن تأمين عيش عبيدها (العمال) ولو في إطار عبوديتهم، لأنها مرغمة على تركهم ينحطون، وأن وجود البورجوازية لم يعد يلائم المجتمع.
وعلى المستوى المحلي، وبعد 60 سنة على تحقيق ما يسمى بالاستقلال، تسببت الرأسمالية والطبقة البورجوازية الحاكمة، وأسيادها الإمبرياليون، في خراب شديد للبلد على جميع الأصعدة. فالمغرب اليوم (حسب دراسة أجرتها مؤسسة "تومسون رويترز") ثامن أسوء مكان يمكن للمرأة أن تعيش فيه، من بين 22 بلدا بمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط (ما يسمى بالعالم العربي)، أي خلف الجزائر وتونس والأردن وحتى جزر القمر، بينما لم يتقدم سوى على السعودية طبعا والبلدان التي تعرف الحروب والتوترات مثل اليمن وليبيا والسودان والعراق، الخ.
ويوجد المغرب ضمن 21 أسوء الأنظمة التعليمية في العالم، حسب تقرير لمنظمة اليونسكو، إلى جانب 17 بلدا ينتمي إلى بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، أي أفقر دول العالم، وموريتانيا والهند وباكستان.
كما أنه يمتلك واحدا من أسوء الأنظمة الصحية في العالم، حسب تقرير صادر عن منظمة «إنقاذ الطفولة»، حيث يحتل المرتبة 125 من أصل 179 بلدا شمله التصنيف سنة 2015.
أما فيما يتعلق بالحريات الديمقراطية فقد احتل، حسب تصنيف مؤشر الديمقراطية لسنة 2015، الذي تصدره مؤسسة "الوحدة الاستخبارية الاقتصادية" البريطانية، الرتبة 107 من أصل 165 بلدا عضوا في ألأمم المتحدة.
لكن في مقابل هذه الأوضاع المأساوية بالنسبة لنا نحن العمال والفقراء، تنعم فئة قليلة من كبار الرأسماليين في النعيم بثرواتنا التي ننتجها بكدنا، فقد تضمنت مجلة فوربس، لسنة 2015، ثلاثة من البورجوازيين المغاربة ضمن أكبر أثرياء العالم، ناهيك طبعا عن آخرين لا يعلن عنهم (أمراء، جنرالات جيش، بارونات المخدرات، الخ)
كل هذه الأرقام وبالرغم من فداحتها ليست سوى غيض من فيض، فنحن العمال والشباب الكادح وعموم الفقراء، نعرف بتجربتنا الخاصة مع الاستغلال والتهميش والقمع، أنها لا تعكس حقيقة الوضع المأساوي الذي نعيشه.
لذا علينا أن نناضل من أجل بناء نظام بديل، نظام يضع السلطة والثروة في يد من ينتجونها، أي العمال والفلاحين وعموم الكادحين، نظام التخطيط الاشتراكي العقلاني الديمقراطي للاقتصاد لمصلحة المجتمع بأسره وليس فقط لمصلحة حفنة من الطفيليات الرأسماليين كما هو الحال الآن.
المحتويات:
-
حزب الله: هل هو تنظيم إرهابي؟
-
الرأسمالية صارت مستحيلة والاشتراكية ضرورية وممكنة
-
جذور عدم المساواة بين الجنسين
-
المكسيك: التضامن مع نضال سكان ليرما وكامبيتشي وضد القمع. الحرية الفورية لهيكتور مالافي!