أصدرت رابطة العمل الشيوعي، الفرع المغربي للتيار الماركسي الأممي، هذا البيان حول تظاهرات 20 فبراير تعبر فيه عن موقفها من أحداث العنف التي تلت تلك المظاهرات وموجة القمع التي تعرضت لها الجماهير المغربية.
على إثر الدعوة التي وجهها ثلة من الشباب والشابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي للتظاهر يوم 20 فبراير، ضد الاستبداد والاستغلال والقهر، وساندتها مجموعة من التيارات السياسية اليسارية والنقابات العمالية والجمعيات التقدمية (والتحقت بها في آخر لحظة بعض التيارات الأصولية)، خرجت جماهير الشعب المغربي، في كل أنحاء المغرب، والصحراء الغربية، بأعداد عظيمة فاقت، في بعض المدن، 50.000 متظاهر، في مظاهرات تشكلت من العمال والشباب المعطل والمهمشين ومن التلاميذ والطلبة، نساء ورجالا، بل وحتى الأطفال.
مرت مظاهرات 20 فبراير في أجواء رائعة من الكفاحية الشعبية، مما بين عظمة الطاقات المختزنة في أعماق الجماهير. وقد كانت رابطة العمل الشيوعي، في كل مواقع تواجدها، تقف جنبا إلى جنب مع أبناء شعبنا الكادح وباقي التيارات اليسارية التقدمية. وقد قدمنا لحد الآن معتقلا في مدينة فاس يوجد في حالة خطيرة بسبب التعذيب الوحشي الذي تعرض له على يد قوات القمع التي هاجمت طلاب/ طالبات جامعة محمد بن عبد الله/ فاس.
أمام هذا المد النضالي العظيم لم يجد النظام الدكتاتوري الملكي القائم إلا تحريك عصابات البلطجية الذين عاثوا تدميرا ونهبا واعتدوا على المتظاهرين بالضرب، تحت أنظار البوليس، وحاولوا تكسير المظاهرات لولا إصرار الجماهير على تحصين أشكالهم الاحتجاجية. كما شهدت بعض المدن قيام بعض الشباب الغاضب بتكسير واجهات كل ما يرمز لهم إلى الاستغلال والقهر والظلم، فأحرقوا بعض سيارات الشرطة والمخافر والأبناك والشركات الكبرى، الخ. وهو الشيء الذي استغلته قوات القمع لتبرير حملة التقتيل والاعتقالات في حق الجماهير، كما استغلتها وسائل الإعلام البرجوازية لشن حملة هجوم مسعورة على المظاهرات.
إننا إذ نعلن إدانتنا لحملة القمع الوحشي ضد أبناء الشعب وللتخريب الهمجي الذي ارتكبته بلطجية النظام وبوليسه السري، وحملات الإرهاب التي شنتها ضد العزل الأبرياء ومحلات صغار التجار، فإننا نعلن تفهمنا لرد فعل الشباب الغاضب ضد سيارات البوليس ومخافر التعذيب ورموز الطغيان والفساد والاستغلال. ونستنكر بشدة حملة وسائل الإعلام البرجوازية على الجماهير التي دافعت عن نفسها ضد القمع الهمجي بالوسائل المتاحة لديها من حجارة وقنينات، الخ. كما نؤكد تبنينا لعنف الجماهير ضد أعدائها، بل وندعو إلى تطويره وتنظيمه في إطار لجان للدفاع الذاتي منتخبة في الأحياء الفقيرة والمصانع والجامعات ومسلحة وتحت رقابة الجماهير، للرد على كل اعتداء من طرف جهاز القمع الملكي وبلطجيته، وحماية الممتلكات العامة والمظاهرات والأحياء!
كما نعلن ما يلي:
-
انخراطنا الفعلي في النضال مع الجماهير والتيارات العمالية اليسارية التقدمية.
-
نحيي الجماهير الشعبية التي خرجت يوم 20 فبراير للاحتجاج والتظاهر والتعبير عن مطالبها المشروعة.
-
نحيي استمرار النضالات في مختلف أنحاء البلد (الحسيمة، شفشاون، الرباط، فاس، مراكش، زاكورة...) وفي الصحراء الغربية.
-
نحيي التيارات اليسارية والجمعيات التقدمية التي انخرطت في معركة شعبنا من أجل إسقاط الاستبداد!
-
دعوتنا جميع التيارات اليسارية والنقابات العمالية إلى تشكيل جبهة موحدة للنضال ضد قمع الحريات والاعتقالات، الخ.
-
إدانتنا الشديدة للهجوم القمعي والتقتيل والاعتقالات ضد المتظاهرين والمحتجين في كل مدن المغرب.
-
نضالنا من أجل محاكمة كل المسؤولين عن قمع الجماهير وترهيبهم.
-
نضالنا من اجل إطلاق سراح كافة المعتقلين.
-
عزمنا على ألا تكون هذه المحطة سوى بداية الثورة المغربية من اجل إسقاط نظام الاستغلال والتخلف والدكتاتورية والقمع. وليس مجرد محطة لتصريف غضب الجماهير الكادحة.
-
تأكيدنا على أن القضاء على الاستبداد والتخلف والبطالة والجوع، رهين بثورة اشتراكية تطيح بدولة البرجوازية وتقيم سلطة العمال.
Source: Marxy.com