قام مناضلو رابطة العمل الشيوعي – الفرع المغربي للتيار الماركسي الأممي – بتوزيع هذا البيان في الوقفة التضامنية التي نظمت يوم الخميس 13 يناير 2011 أمام السفارة التونسية بالرباط، وقد تعرضت هذه الوقفة للقمع بعد أن منعت الوقفة الأولى التي كان مقررا تنظيمها يوم الاثنين 10 يناير 2011.
تعيش تونس خلال الأسابيع الأربعة الأخيرة على مشارف وضع ثوري بكل معاني الكلمة، فالجماهير التي استوعبت أنه لم يعد في إمكانها أن تعيش في ظل نفس الأوضاع السابقة خرجت إلى الشوارع لتطالب بالتغيير، الطبقات الوسطى تبدي تعاطفا مع الحركة، بل لقد انضمت الفئات الدنيا منها إلى الحركة بشكل واضح، الطبقة السائدة مصابة بالرعب وبدأت الانشقاقات تظهر في صفوفها بين أنصار القمع والتقتيل وبين أنصار تقديم بعض التنازلات الشكلية والمؤقتة، جهاز القمع بدوره أصيب بالإنهاك، وبدأت الانشقاقات داخل صفوفه تظهر على أساس طبقي، إذ تؤكد التقارير بداية بشائر تآخي الجيش مع الشعب ورفض بعض الكتائب إطلاق النار على المتظاهرين.
الإمبريالية قلقة إلى أقصى الحدود من إمكانية سقوط أحد أوفى خدامها في المنطقة مما سيفتح الباب بالتأكيد لسقوط باقي قلاع الدكتاتورية والعمالة للإمبريالية في المنطقة: المغرب، الجزائر، موريطانيا، ليبيا، مصر، الخ بل حتى على صعيد الشرق الأوسط وأبعد من ذلك. إذ لا وجود لنظام مستقر في المنطقة، وهذا ما يدفعها إلى المناورة باستعمال لهجة "متعاطفة" مع التحركات لتسهيل احتوائها والقضاء عليها.
والأمر الحاسم في المعادلة هو بداية تدخل الطبقة العاملة التونسية في الأحداث عبر وسائل نضالها التقليدية: الإضراب العام! إضافة إلى بداية تشكل حركة تضامن عمالية أممية مع الثورة التونسية والتنديد بالقمع الهمجي، هذا الوضع المتفجر شاهدناه أيضا في الجزائر والصحراء الغربية، وقد استخدمت الأنظمة نفس الطرق لقمعه، لكن في تونس وصل إلى حدوده القصوى، فبالرغم من إعلان الدكتاتور عن إطلاق سراح جميع المعتقلين، والتحقيق في الفساد ووعود بالتشغيل الشامل، ما زالت الجماهير تحتل الشوارع تعبيرا منها عن عدم ثقتها في هذا النظام ورغبتها في بديل آخر.
إننا في رابطة العمل الشيوعي -الفرع المغربي للتيار الماركسي الأممي- إذ نعلن عن تضامننا المبدئي والمطلق واللامشروط مع نضالات الشعب التونسي من أجل حقه في العيش الكريم والحرية نؤكد على ما يلي:
-
استعدادنا لخوض كل الأشكال النضالية التضامنية، إلى جانب باقي التيارات اليسارية التقدمية والنقابات العمالية بالمغرب، مع الشعب التونسي في نضاله من أجل إسقاط نظام الدكتاتورية الرأسمالية
-
استعدادنا لتطوير أشكال التضامن الطبقي مع الجماهير الثائرة في تونس
-
دعوتنا إلى تشكيل جبهة عمالية موحدة بين التيارات العمالية والنقابات من اجل النضال على خطى الطبقة العاملة التونسية ضد النظام الدكتاتوري الرأسمالي السائد في بلدنا
-
دعوتنا إلى إحياء تقاليد التضامن الكفاحي لمرحلة النضالات ضد الاستعمار المباشر
-
دعوتنا للنقابات العمالية بالمغرب إلى تنظيم إضراب عام تضامني مع الشعب التونسي
-
تنديدنا بسياسة التقتيل والقمع التي يمارسها النظام التونسي الدكتاتوري
-
تنديدنا بالحصار الإعلامي المضروب على نضالات الشعب التونسي ودعوتنا لجميع التيارات اليسارية والعمالية إلى تحمل مسئوليتها في نشر أخبار تلك النضالات بين صفوف الطبقة العاملة والشباب المغاربة
-
تنديدنا بسياسة القمع وتكميم الأفواه التي يمارسها النظام القائم بالمغرب (منع الوقفات، قمع التظاهرات، ضرب كل أشكال التعبير )
-
تنديدنا بمناورات القوى الإمبريالية ودعوتنا إلى عدم إبلائها أية ذرة من الثقة
أيتها الجماهير، أيها الشباب الثوري، يا عمال المغرب والمنطقة المغاربية والعالم، لقد ضربتم، وما تزالون، أمثلة رائعة في التضحية والتحدي، فلتضربوا المثال في التنظيم
فلننظم قوانا في حزب ثوري يسترشد بنظرية التغيير الاشتراكي للمجتمع، النظرية الماركسية الثورية
فلنعمل على تشكيل المجالس الشعبية
عاش التضامن العمالي الأممي
فلتسقط الدكتاتورية
Source: Marxy.com