«لا تحرر للمرأة بدون اشتراكية، ولا اشتراكية بدون تحرر النساء ! »
الخميس 23 مارس 2006
نظم طلبة التوجه القاعدي، الفصيل المناضل داخل الإتحاد الوطني لطلبة المغرب، أسبوعا من الأنشطة السياسية والثقافية بجامعة تطوان. انطلق الأسبوع يوم 8 مارس، اليوم الأممي للمرأة العاملة. وقد أكد المناضلون بالخصوص على مصطلح "المرأة العاملة" لأنهم يمتلكون مقاربة طبقية لقضية المرأة، تناقض المقاربة "الجنسية"، السائدة بين صفوف المنظمات الغير حكومية واليسار الإصلاحي والنظام نفسه. وهو التأكيد الهام جدا، إذ أن قضية المرأة وسيلة يستخدمها النظام الدكتاتوري للظهور بمظهر "محرر النساء المغربيات". إن النظام الملكي إذ يقوم بذلك، يحاول كسب بعض الدعم، داخل المجتمع، لتأبيد الدكتاتورية. نفس الشيء نراه في الجارة تونس، حيث وجد الدكتاتور بن علي في هذه القضية مبررا لحكمه الحديدي.
انطلق الأسبوع بإقامة معرض كبير، في رحاب الجامعة، لكتب ماركس، إنجلز، لينين، تروتسكي، تيد غرانت، آلان وودز وبيير بروي. وعلقت لافتات كتبت عليها شعارات من قبيل: "التوجه القاعدي ينظم اليوم الأممي للمرأة العاملة" وأخرى كتب عليها: "يا عمال العالم اتحدوا"، "فوق الدم تحت النار، فلسطين للثوار"، "لا للميثاق الطبقي للتربية والتكوين"، "التوجه القاعدي، الخط العمالي داخل الحركة الطلابية المغربية" وأخيرا: "لا تحرر للنساء بدون اشتراكية ولا اشتراكية بدون تحرر النساء".
كما نظم نقاش جماهيري، في مساء نفس اليوم، حول قضية تحرر النساء من وجهة النظر الماركسية، حيث تطرق المناضلون للقضية من منظور أممي ووطني في نفس الآن، بمشاركة خاصة من طرف المناضلات. وقد رفعت مطالب انتقالية تنادي بالقضاء على العمل المنزلي بتحويله إلى عمل عمومي جماعي، ضرورة توفر بنية تحتية للصحة وحرية الالتحاق بالمدارس والجامعات لأبناء الطبقة العاملة والفقراء عموما. كما ناقشوا ضرورة القضاء على المضمون الرجعي للمقررات والبرامج الدراسية، عبر فرض رقابة العمال على النظام التعليمي.
في اليوم الموالي نظم لقاء جماهيري آخر تم فيه تعميق النقاش، حول القضية، نظريا وتاريخيا. حيث ناقشوا جذور اضطهاد النساء والبديل- وضعية المرأة عالميا في ظل الرأسمالية. ودار النقاش أيضا حول تجربة النساء في روسيا وفنزويلا ودورهن في الثورة. كما تمت الإشارة إلى دور النساء الشهيدات (تلك آلائي قتلن على يد النظام القمعي وهن يناضلن لإسقاطه). وقد كان من بين الأمور الهامة هو التأكيد أن النساء لسن مجرد ضحايا، بل هن أيضا مناضلات نشيطات في الصراع من أجل تغيير مصيرهن – كمناضلات من أجل الاشتراكية.
وفي اليوم الأخير نظم نشاط ثقافي سياسي، حضره عشرات الطلاب للاستماع إلى الأغاني الثورية للشيخ إمام ومارسيل خليفة وأشعار لبعض الطلبة. وللمرة الأولى في تاريخ الحركة الطلابية المغربية، على الإطلاق، تم ترديد نشيد الأممية (الذي ترجم إلى العربية، في تونس مؤخرا) وفي الأخير قرأ البيان التالي:
البيان الختامي | الإتحاد الوطني لطلبة المغرب |
لأجل عاملات النسيج الأمريكيات اللائي نظمن إضرابا يوم 8 مارس 1847 ضد تدني الأجور وطول ساعات العمل والشروط اللاإنسانية التي كن تسحقن تحت وطئتها، فقمعن بشراسة ونكل بهن وأطلق الرصاص عليهن فكن أول من صنع هذا اليوم.
لأجل تلك العاملات اللائي خرجن، يوم 8 مارس 1908، للتظاهر ضد الاستغلال والدكتاتورية ومن أجل غد أفضل للجميع.
وتلبية لنداء الرفيقة المناضلة التورية كلارا زيتيكين، يوم 8 مارس 1910، إلى جعل هذا اليوم يوما للتعبئة والنضال للمرأة العاملة.
لأجل النساء الروسيات اللائي خرجن، يوم 8مارس 1917، للنضال ضد الجوع والحرب فكن قائدات ثورة أطاحت بحكم قيصري فردي طال عمره ألف عام.
لأجلهن جميعا ولأجل أمهاتنا وأخواتنا، نظمنا، نحن مناضلو التوجه القاعدي، هذه الأيام الثقافية.
أيتها الرفيقات أيها الرفاق:
إن النظام الرأسمالي الطبقي لم يقدم للطبقة العاملة، بنسائها ورجالها، أي شيء سوى الاضطهاد والبؤس. والمرأة الكادحة هي الأكثر انسحاقا تحت نير هذا النظام. أجور النساء أقل وفرصهن في التعلم أقل وبالرغم من وصول الإنسان إلى القمر، لا تزال تموت امرأة فقيرة كل دقيقة أثناء الوضع بسبب غياب التغطية الصحية المجانية. كما تشكل النساء وأطفالهن 90% من الضحايا المدنيين خلال الحروب والنزاعات المسلحة. مئات ملايين النساء محكوم عليهن بالأشغال الشاقة المؤبدة في العمل البيتي والأسرة. وقائمة الجراح طويلة!
لكن النساء لسن، رغم كل شيء، مجرد لحم للاستغلال. إنهن تناضلن وتناضلن يوميا وفي ظل أقسي الظروف. المرأة العاملة في فنزويلا، كانت أول من خرج إلى الشوارع ضد الانقلاب الفاشستي الممول من طرف الإمبريالية الأمريكية، يوم 13 أبريل2002، مخاطرات بحياتهن فتمكن، إلى جانب رفاقهن العمال وباقي الكادحين، من إفشال المؤامرة.
المرأة في فلسطين ضربت وتضرب آيات من البطولة في النضال ضد الاحتلال الإسرائيلي والاضطهاد بكل أشكاله، فهي المناضلة والشهيدة وأم الشهيد وزوجته ورفيقته.
وكذلك المرأة العراقية والأفغانية، يسجلن بمداد الفخر صفحات مجيدة في التاريخ بنضالهن ضد الاستعمار المباشر والقوى الظلامية.
والمرأة المغربية الكادحة هي من ضحت بحياتها وقدمت الغالي والنفيس في النضال ضد الاستعمار المباشر ولن ينسى التاريخ ما صنعنه من ملحمات.
والمرأة المغربية الكادحة هي من لا تزال تناضل في المعمل والمزرعة والجامعة، لأجل أن يكون الوطن للجميع.
أيتها الرفيقات أيها الرفاق:
إننا وإن كنا أول المناضلين من اجل كل أشكال التحسينات الممكنة، فإننا مقتنعون أن لاشيء ثابت في ظل النظام الرأسمالي. مقتنعون أن اضطهاد النساء يجد جذوره في النظام الرأسمالي ولا يمكن القضاء عليه إلا بالقضاء على هذا النظام الذي ينتجه ويعيد إنتاجه.
لا يمكن القضاء عليه إلا بالثورة الاشتراكية التي لا سبيل إلى تحقيقها إلا بتوحيد نضالات النساء العاملات وكل الكادحين بنضالات رفاقهن العمال والمستغلين وتوجيهها ضد العدو المشترك لكل المسحوقين ضد النظام الرأسمالي.
فإلى الأمام في نضال لا يلين!
عاشت وحدة الطبقة العاملة بنسائها ورجالها!
عاشت نضالات الكادحين!
عاشت اوطم!
عاش التوجه القاعدي!عن التوجه القاعدي
10 مارس 2006
لرؤية الصور إضغط هنا
العنوان بالانجليزية: