منذ الساعات الأولى للهجوم الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في غزة، شهدت طلاب جميع المدارس والثانويات والجامعات بالمغرب تحركات نضالية جماهيرية رائعة. ففي كل المدن والبلدات تقريبا نظمت مظاهرات احتجاجية ضد الاعتداءات الإسرائيلية وتضامنا مع الشعب الفلسطيني.
كل يوم يخرج الطلاب، وخاصة منهم طلاب الثانويات، إلى الشوارع بشكل عفوي وبدون أي تنظيم. وقد دخل المحتجون في طنجة وفاس وأغادير، في مواجهات مع قوات البوليس. وفي مراكش أدى القمع إلى إسقاط العديد من الضحايا بين صفوف الطلاب. وقد أدى التدخل البوليسي القمعي إلى مقتل الطالب عبد الرزاق القاديري، الذي التحق الآن بكوكبة شهداء القضية الفلسطينية، لكن القاتل هذه المرة كان هو أمير المؤمنين، كما يحلو للدكتاتور محمد السادس أن يسمي نفسه.
وقد قررت السلطات في كل من طنجة وفاس وغيرهما من المدن إلى إغلاق المدارس والثانويات، وفرض على التلاميذ أسبوع عطلة في محاولة لوقف الاحتجاجات. وبالرغم من القمع الذي مورس في مراكش فإن النظام جد حذر ويحاول عدم استفزاز أية مواجهات مع المتظاهرين خوفا من تحول الغضب والشباب ضد النظام الدكتاتوري المغربي نفسه.
في تطوان يتظاهر المئات من طلاب المدارس كل يوم. وقد تشكلت لجنة محلية للتضامن مع الشعب الفلسطيني، تضم الأحزاب اليسارية والنقابات وبعض الجمعيات. وقد دعت إلى مظاهرة يوم فاتح يناير، شارك فيها أكثر من 70.000 متظاهر من بين ساكنة تقدر بـ 300.000 نسمة. اكتسح العمال والشباب، رجالا ونساء الشوارع ورفعوا شعارات ضد الهجوم الإسرائيلي، وضد الأنظمة الدكتاتورية العربية ومن أجل التضامن طبعا مع فلسطين.
وقد لعب الماركسيون المنتمون إلى رابطة العمل الشيوعي دورا نشيطا في هذه المظاهرات، بل إن بعض هذه المظاهرات نظمت بمبادرة من هؤلاء الرفاق، حيث سادت شعاراتنا الثورية والاشتراكية. لقد كان هؤلاء الرفاق بارزين من خلال رايات تشي غيفارا والرايات الحمراء. ولقد أصدرنا بيانا خاصا بهذه المحطة النضالية وزعناه وقرأناه في ختام تلك المظاهرات. شرحنا خلال خطاباتنا أن الطبقة السائدة في إسرائيل تعيش أزمة اقتصادية وسياسية خانقة، وبهذه الحرب يريد الرأسماليون في إسرائيل تحويل انتباه الجماهير المضطهدة في إسرائيل بعيدا عن الأسباب الحقيقية لبؤسها. وهكذا فإنهم يحاولون خلق مشاعر الوحدة الوطنية بين المضطهَد والمضطهِد ضد أطفال غزة. وقد أضفنا أنه ليس هناك من حل ممكن أمام الجماهير الفلسطينية في ظل الرأسمالية وأن الاشتراكية هي المخرج الوحيد من هذه الهمجية.
إن هذه التحركات الجماهيرية التي ينظمها الشباب في المغرب، كما هو الحال في باقي أنحاء العالم العربي، ليست صدفة. لقد استوعبنا منذ وقت بعيد، أن غضب الشباب، الذي يعاني البؤس والقمع في المغرب، لم يكن يبحث سوى عن فرصة لكي يصعد إلى السطح، بالضبط كما حصل في اليونان مؤخرا. لقد نهض الشباب اليوم!
مراسلنا من المغرب
Source: Marxy.com