لقد تلقينا ببالغ الامتنان نبأ عدم اعتراف حكومتكم بفيليبي كالديرون هذا في الوقت الذي سارع فيه رؤساء البلدان الامبريالية الكبرى إلى تهنئته بانتصاره المزعوم إنكم بالتأكيد على علم أن حزب العمل الوطني اليميني، أوفي ممثل لمصالح الأوليغارشية والامبريالية في المكسيك، إلى جانب غرفة التجارة، قد أطلقوا حملة من الأكاذيب كجزء من مناوراتهم لمنع أوبرادور من أن ينتخب رئيسا انتم أيضا وكذا الثورة التي تمثلونها كنتم ضحايا لهذه الأكاذيب فلقد صوروك كدكتاتور متعطش إلى الدماء، بنفس طريقة (escualidos) الرجعيين في فنزويلا
إنهم يريدون من خلال أكاذيبهم تلك إظهار الاشتراكية وكأنها نظام للقمع والعنف، حيث يتم تجيد الناس من كل شيء حققوه بعملهم وضحوا من اجله، سواء كان قطعة صغيرة من الأرض أو بيتا متواضعا بينما الاشتراكية في الواقع هي أكثر الأنظمة عدلا إضافة إلى ذلك، وكما سبق لكم أن أشرتم، فقد استعمل اليمينيون الأكاذيب وصورتكم للنيل من أوبرادور وحركتنا وكما هو الحال في فنزويلا يستعمل الرأسماليون وسائل الإعلام التي تحت سيطرتهم للهجوم على الحركة والنيل منها، لكن الفقراء بدورهم قد أداروا ظهورهم ولا يصدقون أي كلمة من تلك الأكاذيب
هناك في المكسيك تعطش كبير للأفكار، ويريد العمال أن يعرفوا ما الذي يحدث في فنزويلا ولقد نظمنا نحن في خيمة التيار الماركسي الميليتانتي وحملة ارفعوا أيديكم عن فنزويلا - المكسيك، لقاءات إعلامية حول المسلسل الثوري الذي يتطور في أمريكا اللاتينية، وعرضنا أفلاما من قبيل (The Revolution Will Not Be Televised) استمعت الجماهير باهتمام والتفت حول التلفاز، تتفرج على أوجه التشابه بين انقلاب في فنزويلا والتزوير الذي حدث في المكسيك لقد كان لهذا النشاط تأثير هائل إلى درجة أنه وخلال مناسبتين، قامت الجريدة المكسيكية الرجعية المتطرفة (La Cronica Hoy) بنشر صورة للمخيم ولذلك التلفاز، على صفحتها الأولى ملمحة إلى أنكم انتم من تقفون وراء هذا النضال ضد تزوير الانتخابات (رجاء أنظروا المقال عبر الضغط هنا و هنا) ومن الهام الإشارة هنا إلى أن هذه الصحيفة كانت قد شنت في الماضي حملات استفزاز متواصلة ضد السفارة الفنزويلية لكن النتائج جاءت معاكسة لما طمحت إليه الصحيفة، حيث قدم الناس من جميع أنحاء المخيم نحو خيمتنا ليشاهدوا العرض.
يمكن أن تكون هناك العديد من الاختلافات بينكم وبين لوبيز أوبرادور، لكن هناك آلاف التشابهات بين الشعبين المكسيكي والفنزويلي. سوف يتوجب على عمال المكسيك المرور بسلسلة من الاختبارات والدروس، لكنهم سوف يتوصلون، بالضبط كما حدث في فنزويلا، إلى أن يفهموا بوضوح انه من غير الممكن بناء مجتمع ديمقراطي وعادل في ظل الرأسمالية. سوف تصبح ضرورة النضال من اجل الاشتراكية واضحة.
تكون الدبلوماسية خلال الثورة مسألة صعبة، لكنها مبنية على مبدأ التضامن مع جماهير باقي أنحاء العالم. لا يمكن لحكومتكم أن تعترف بفليبي كالديرون رئيسا، سوف يكون الأمر شبيها بالاعتراف بمتزعم انقلاب ابريل 2002، كارمونا، رئيسا لفنزويلا. ليس كالديرون سوى جرو آخر للامبريالية، كما سبق لكم أن شبهتم بحق فيسنتي فوكس.
إذا ما رفضت حكومتكم الاعتراف بفيليبي كالديرون وأدانت التزوير فإنكم سوف تكسبون تعاطف الجماهير المستغلة في المكسيك. وبنفس طريقة البلاشفة يمكن لذلك أن يحرض على إشعال ثورة في بلدنا، موضحا أن هذا ليس نضالا وطنيا بل أمميا، وانه علينا الانخراط في نضال مشترك لجعل حلم بوليفار حقيقة. سيساعد هذا الثورة المكسيكية على التقدم بسرعة اكبر، ويشرح تجربة انقلاب 2002 وضرورة النضال من اجل الاشتراكية، التي هي الطريق الوحيد لتحقيق وحدة كل أمريكا اللاتينية.
إن أفضل وسيلة يمكن بها للثورة الفنزويلية أن تساعد الثورة المكسيكية الناشئة هي مصادرة أملاك الأوليغارشية الفنزويلية والمصالح الامبريالية الموجودة على الأراضي الفنزويلية، تأميم القطاعات الصناعية الأساسية ووضعها تحت الرقابة العمالية. بفضل اقتصاد مؤمم ومخطط، سوف ترتفع جودة ظروف حياة الجماهير في فنزويلا وستصير فنزويلا مثالا يحتذى لكل شعوب أمريكا اللاتينية والعالم.
كانت الامبريالية والرأسماليون في المكسيك خائفون من أن يجعل انتصار لوبيز أوبرادور من المكسيك "فنزويلا جديدة". لقد اعتقدوا أن تزوير الانتخابات سوف يوقف التطور الثوري، لكنهم لم يعملوا في الواقع إلا على تسريع وتيرته. إن الوضع في المكسيك متفجر: كارمونا المكسيكي المجبر على الاختفاء عن أنظار الشعب يدعي انه سوف يحكم. سيكون من الصعب عليه أن ينهي مدة ولايته: إن يوم 13 ابريل الخاص بنا سوف يأتي سريعا. وبالضبط كما ناضل الشعب الفنزويلي من اجل إسقاط الانقلابيين عبر التحرك الجماهيري، سوف نناضل نحن من اجل إسقاط هذا المغتصب المكسيكي. وعندما سيحدث هذا ستصير الأواصر بين فنزويلا والمكسيك أوثق من أي وقت مضى، وسنقود ثورة على أعتاب اقوي بلد امبريالي في التاريخ مكتسبين تعاطف عمال الولايات المتحدة الذين سوف يدعموننا.
إذا ما تطورت الثورة الفنزويلية والمكسيكية نحو الاشتراكية فسوف لن تكون هناك أية قوة فوق الأرض بإمكانها وقف تقدم الجماهير، في بلد بعد الآخر، بما فيها داخل الولايات المتحدة نفسها، وسيكون في مقدورنا بناء فدرالية اشتراكية في كل القارة، واضعين الحد، مرة والى الأبد، للنظام الرأسمالي الذي هو سبب جميع المآسي والاستغلال الذي نعانيه.
عاشت الثورة الفنزويلية!
عاشت الثورة المكسيكية!
من اجل فدرالية اشتراكية للقارة الأمريكية والعالم!
عنوان النص بالإنجليزية: