نقدم لقرائنا فيما يلي تقريرا عن أشغال المؤتمر الوطني الثاني والثلاثون لمنظمة الكفاح - الفرع الباكستاني للتيار الماركسي الأممي-، الذي انعقد بمدينة لاهور الباكستانية يومي السبت والأحد (09- 10) مارس 2013. يعتبر هذا المؤتمر حدثا تاريخيا هاما للحركة الماركسية الثورية في باكستان وآسيا والعالم أجمع، ليس فقط بالنظر إلى العدد الكبير للمندوبين الذي بلغ 2800 رفيقا ورفيقة، بل أيضا لأهمية التوصيات السياسية التي خرج بها والتي سيكون لها انعكاس ملموس على تطور الصراع الطبقي في باكستان، خاصة في هذه المرحلة العاصفة.
إن منظمة الكفاح ليست مجرد متفرج على الأحداث بل هي تيار ماركسي ثوري منخرط بالفعل في الصراع الطبقي على مختلف الجبهات: الحركة النقابية العمالية، الحركة الطلابية، حركة العاطلين عن العمل، الحركات الاحتجاجية ضد تردي الخدمات العمومية والبنية التحتية والغلاء، الخ.
إن النجاح الذي يلاقيه عمل الماركسيين/ ات في باكستان دليل على راهنية الأفكار الماركسية الثورية وكذلك على صحة منظوراتنا في التيار الماركسي الأممي وصحة طرق اشتغالنا وتكتيكاتنا السياسية والتنظيمية. لقد تمكنا في هذه المرحلة العاصفة وما تتميز به من تسارع في الأحداث وكثرة المنعطفات والمطبات، التي أصابت الكثير من اليساريين بالدوار وفقدان البوصلة، من تقديم الإجابات الصحيحة والتحليل العلمي في كل لحظة، وهو ما أعطانا مصداقية كبرى في أعين الشباب الباحث عن بديل ثوري لواقعه المزري.
كما أن هذا النجاح دليل ساطع على كذب وسائل الإعلام البرجوازية في العالم بأسره التي لا تتوقف عن تصوير الشعب الباكستاني (وغيره من الشعوب الشرق أوسطية والشمال افريقية) بكونه شعب من الأصوليين والهمج المتخلفين؛ وصفعة قوية في وجه كل هؤلاء المتشائمين الذين يعتبرون أن الشعوب "المسلمة" لا يمكنها أن تتبنى المشروع الاشتراكي، وأن الماركسية لا يمكنها، لأسباب غير مفهومة، أن تجد بينهم موقع قدم.
إن هذا النجاح مصدر إلهام عظيم للقوى الماركسية في بقية البلدان التي تتشابه من حيث خصائصها ومستوى تطورها مع باكستان (في الشرق الأوسط وشمال افريقيا)، ودليل على أن بناء قيادة ماركسية ثورية في بلدانهم (في مصر وتونس والمغرب الجزائر الخ) ليست وهما أو حلما مستحيلا، بل إمكانية ملموسة وواقعية إذا ما أخذ الماركسيون/ات على محمل الجد هذه المهمة بالحرص على التكوين النظري الصلب على أساس الماركسية الثورية كما أسس لها المعلمون الكبار: ماركس، انجلز، لينين، تروتسكي، والانغراس الفعلي في صفوف الطبقة العاملة والجماهير الكادحة، مع العلم أن الجماهير لا توجد في الفراغ بل توجد في منظماتها الجماهيرية التقليدية، وقيادتها على أساس برنامج ثوري قادر على الربط بشكل جدلي بين النضال اليومي الذي تخوضه الجماهير من أجل مطالبها الملحة وبين النضال من أجل حسم السلطة السياسية.
المؤتمر الوطني الثاني والثلاثون للفرع الباكستاني للتيار الماركسي الأممي:
مؤتمر تاريخي بكل المقاييس - اليوم الأول
افتتح المؤتمر الوطني الثاني والثلاثون لمنظمة الماركسيين/ات الباكستانيين/ات [الكفاح (The Struggle) –الفرع الباكستاني للتيار الماركسي الأممي-] يوم السبت 9 مارس 2013. لقد فاق عدد المناضلين/ات والمتعاطفين/ات الحاضرين/ات في المؤتمر التوقعات بكثير. فمع تسجيل حضور 2769 من الرفاق والرفيقات في اليوم الأول، يكون هذا أكبر مؤتمر على الإطلاق. جاء الرفاق/ت من جميع أنحاء البلاد يغمرهم الحماس الشديد، في الوقت الذي تغرق البلاد في أعمق أزمة في تاريخها.
جاء الرفاق/ات من مناطق بعيدة إلى لاهور لحضور المؤتمر. لم يكن ذلك سهلا بالنسبة لهم، لأنهم اضطروا إلى تحمل مشاق كثيرة، بما في ذلك زيادات كبيرة في أثمنة تذاكر القطارات والحافلات. قطاع السكك الحديدية الباكستانية في أزمة خطيرة وقد تم إخراج العديد من القطارات من الخدمة أو تمت خصخصتها، مما زاد صعوبات أخرى للركاب. كما أن النقص في البنزين، جعل الوصول إلى المؤتمر في الوقت المحدد مسألة في منتهى الصعوبة. على الرغم من كل هذا كان الرفاق مصممين وبدءوا رحلتهم قبل يوم من الوقت المحدد، وذلك للتأكد من ألا تؤخرهم عقبات اللحظة الأخيرة عن الوصول إلى المؤتمر.
وكان العديد من الطلاب والشباب العاطلين عن العمل والعمال الذين لا يستطيعون تحمل نفقات السفر ورسوم المؤتمر قد نظموا صناديق نضالية لجمع المساهمات خلال الأشهر القليلة الماضية حتى يتمكنوا من حضور هذا التجمع التاريخي ولعب دورهم الهام في أشغاله.
افتتح المؤتمر بالطريقة التقليدية للماركسيين الباكستانيين بقراءة أشعار ثورية بمختلف اللغات المستخدمة في هذا البلد، البشتونية، السندية، السرايكية، الأردية والبنجابية والدارية (مزيج من الفارسية والبشتونية).
وأعقب ذلك افتتاح الرفيق حميد خان أشغال المؤتمر، وفي خطابه أهدى أشغال المؤتمر لذكرى الرفيق تيد غرانت. كما أن لافتة المؤتمر احتفلت بالذكرى المئوية لميلاد تيد. أوضح حميد أن الفضل في وجود التيار الماركسي الأممي اليوم يعود إلى نضال تيد غرانت طيلة حياته للدفاع عن الأفكار الماركسية الحقة، وخاصة صراعه ضد الستالينية.
ورحب بجميع الرفاق/ات الموجودين في القاعة، والعدد الكبير من الشباب (80٪ من الذين حضروا الاجتماع شباب)، والنقابيين، والنساء. شكل عدد النساء الحاضرات في المؤتمر ضعف عدد اللائي حضرن في مؤتمر العام الماضي، الشيء الذي يعد بحق انجازا عظيما، بالنظر إلى التمييز الذي تعاني منه النساء عادة في المجتمع الباكستاني.
بعد ذلك صعد إلى المنصة الرفيق لال خان، العضو المؤسس لمنظمة الكفاح، لإبداء بعض الملاحظات الافتتاحية. وقد أوضح أنه بالنظر إلى أعداد الذين حضروا المؤتمر، وعدد أولئك الذين سيصلون في اليوم الموالي، سيكون هذا المؤتمر أكبر مؤتمر للفرع الباكستاني للتيار الماركسي الأممي على الإطلاق. في الواقع يثبت الرقم المشار إليه أعلاه ذلك.
وأعقب هذه الكلمة عرض لمقتطفات قصيرة من خطاب تيد غرانت خلال مسيرة لتيار المناضل (Militant) في عام 1984، والذي أوضح فيه غرانت أزمة الرأسمالية والدور الذي سيلعبه الماركسيون في تطوير الحركة العمالية. ثم ترجم الخطاب إلى اللغة الأردية، مما لاقى تصفيقا حادا، مع صيحات إنقلاب إنقلاب سوسياليست انقلاب [الثورة، الثورة، الثورة الاشتراكية]. هذا الشعار في الواقع تردد كثيرا عقب مختلف الخطب أثناء المؤتمر، وكان الرفاق/ات ينخرطون بشكل عفوي في أغاني ثورية.
هذا العام لم يتمكن الرفيق آلان وودز من الحضور، لكن تم عرض شريط فيديو مسجل مسبقا لعرضه على الرفاق، حيا آلان خلاله المؤتمر، موضحا أنه ينعقد في لحظة حاسمة من التاريخ مع دخول الرأسمالية أخطر أزمة في تاريخها. وقد استقبل هذا الخطاب أيضا بالهتافات والغناء.
كما تمت أيضا قراءة بعض الرسائل القادمة من مختلف فروع التيار الماركسي الأممي بالأردية، بما في ذلك رسالة من فنزويلا وفرنسا ورسالة مصورة بالفيديو من الرفيق جون بيترسون، أمين سر رابطة العمال الأممية في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي استقبلت كلها بتصفيق حاد.
رسالة من مالالا
تدخل الرفيق جاويد إقبال، وهو رفيق باكستاني من برمنغهام بالمملكة المتحدة، لقراءة الرسالة التي أرسلتها مالالا يوسفزاي، المتعاطفة الشابة مع التيار الماركسي، الشهيرة بدورها في النضال من أجل الحق في التعليم للبنات في باكستان. وكانت قد شاركت في الجامعة الوطنية الصيفية الماركسية في شهر يوليوز من العام الماضي في سوات. وتعرضت لطلقة نارية في الرأس في هجوم وحشي من قبل الأصوليين، وتصدرت عناوين الصحف في جميع أنحاء العالم. وهي الآن لحسن الحظ تتعافى في المملكة المتحدة.
الرسالة التي بعثتها هي ما يلي:
"أولا وقبل كل شيء أود أن أشكر منظمة الكفاح والتيار الماركسي الأممي لمنحي الفرصة للتحدث في العام الماضي خلال جامعتهم الماركسية الصيفية في سوات وأيضا لتعريفي بالماركسية والاشتراكية. أريد فقط أن أقول إنه فيما يتعلق بالتعليم، فضلا عن مشاكل أخرى في باكستان، لقد حان الوقت أن نفعل شيئا من أجل التصدي لها بأنفسنا. من المهم أن نأخذ زمام المبادرة. لا يمكننا انتظار أي شخص آخر ليأتي ويفعل ذلك عوضا عنا. لماذا ننتظر من يأتي لإصلاح الأمور؟ لماذا لا نفعل ذلك بأنفسنا؟
أود أن أبعث بتحياتي القلبية للمؤتمر. أنا مقتنعة بأن الاشتراكية هي الحل الوحيد وأنا أحث جميع الرفاق/ات على خوض هذا النضال حتى النصر. هذا وحده ما سيحررنا من قيود التعصب والاستغلال ".
كانت هذه أيضا واحدة من اللحظات المثيرة العديدة في المؤتمر. وكانت هناك صديقة مقربة لمالالا حاضرة أيضا في المؤتمر، كانت بدورها على متن الحافلة عندما تعرضت الفتيات للهجوم. وقد أخذت الكلمة حيث أبدت بعض التعليقات وتلت قصيدة. هذه الرفيقة الشابة مثال عن نوعية المناضلين/ات الذين ينتمون إلى التيار الماركسي الأممي في باكستان. في الواقع، في كل أشغال المؤتمر تدخل رفاق جاءوا من مناطق حيث تتقاتل العصابات وتحدث عمليات القتل والتفجيرات والهجمات بطائرات بدون طيار، وتدور حرب معممة. إن الاستماع إليهم يجعل دم المرء يغلي، لأنه يفضح التناقضات الهائلة والظلم الفاحش الذي تعرفه باكستان.
الثورات الأوروبية والشرق أوسطية
خصصت الدورة الرئيسية الأولى للمنظورات العالمية، مع التركيز على التطورات التي تعرفها أوروبا والشرق الأوسط، والتي ألقاها الرفيق فريد ويستون باسم التيار الماركسي الأممي. ترأس الدورة الرفيق حميد خان. أوضح فريد ويستون العوامل التي أدت إلى اندلاع الأزمة الاقتصادية في عام 2008، وشرح تراكم التناقضات في النظام الرأسمالي العالمي، والتوسع الهائل للاقتراض على مستوى العالم، وفائض الإنتاج الذي ظهر على نطاق هائل. وقد أدى كل هذا إلى الأزمة المصرفية، والتي كانت مجرد انعكاس للأزمة العامة للنظام ككل.
وقد أوضح تردي الأوضاع الاجتماعية، والهجمات على الرعاية الاجتماعية، والهجمات على حقوق العمال، والبطالة المتزايدة. وأظهر كيف أن كل هذا هو ما يفسر انفجار الصراع الطبقي على المستوى الأوروبي ككل. وأوضح كيف أن هذا الصراع اندلع في الحلقات الأضعف، بدءا باليونان، لكنه سرعان ما انتشر إلى بلدان أخرى مثل البرتغال واسبانيا. وأوضح تنامي التجذر بين صفوف العمال والشباب، والذي لا يقتصر على بلدان جنوب أوروبا، بل صار يظهر أيضا في الشمال، مثل الدنمارك وبريطانيا. كل هذا ينتج مسائلة متزايدة على نطاق واسع للنظام الرأسمالي في جميع أنحاء أوروبا.
وقد كرس أيضا جزءا كبيرا من خطابه الافتتاحي للأحداث التي تجري في الشرق الأوسط، موضحا في البداية خلفية الأحداث الثورية عام 2011، والظروف الاجتماعية والاقتصادية التي حضرت لتلك الحركة. وفي سياق تسليطه الضوء على تلك الأحداث الثورية أوضح أيضا أنه على الرغم من الطاقة الثورية الهائلة للجماهير، فإنه بسبب عدم وجود حزب ثوري جماهيري للطبقة العاملة، فإن الإسلاميين هم الذين ملئوا الفراغ، مثل جماعة الإخوان المسلمين في مصر. لكن بما أن هذه القوى لا تملك أي حل للأزمة الرأسمالية، فإنها بمجرد ما وصلت إلى الحكومة انفضحت بسرعة كبيرة أمام أعين الجماهير في كل من مصر وتونس. والآن في كلا البلدين هناك موجة جديدة من الثورة تتحضر، مع بدء العمال والشباب في استخلاص الدروس من تجاربهم الأخيرة. وهكذا فإنه في الشرق الأوسط أيضا نرى المزيد من تجذر الجماهير، بينما في نفس الوقت يزيد الرأسماليون الضغوط بالمزيد من الهجمات.
على الرغم من انطلاق تلك السيرورات من أوضاع اقتصادية واجتماعية مختلفة جدا في كل من أوروبا والشرق الأوسط، فإنها جميعا تشكل جزء من نفس سيرورة الثورة العالمية وهذا ما سيكون له حتما تأثير أيضا على باكستان.
وقد حضر المؤتمر أيضا الرفيق كلاوديو بيلوتي، وهو مناضل إيطالي عضو في اللجنة التنفيذية لحزب إعادة التأسيس الشيوعي وقيادي في منظمة المطرقة والمنجل (FalceMartello)، الفرع الايطالي للتيار الماركسي الأممي. وقد تحدث عن آخر تطورات الأوضاع في إيطاليا بعد الانتخابات الأخيرة. وأوضح الأزمة الخطيرة التي تجد إيطاليا نفسها غارقة فيها وما يشكله ذلك من تهديد للاتحاد الأوروبي ككل. كما تلا بعض الشعر، هذه المرة من جحيم دانتي، وهو ما لاقى تقديرا خاصا. كما تدخل الرفيق أرسلان غاني، رئيس نقابة الدراسات العليا في جامعة كامبريدج، موضحا الحالة التي يواجهها الطلاب في المملكة المتحدة مع زيادة الرسوم وغيرها من الهجمات. وأوضح كيف أنه شارك أولا في بلجيكا ومن ثم في المملكة المتحدة في نضالات للتضامن مع العمال، وشدد على الحاجة إلى المشاركة في النضال أينما وجد الرفاق.
طرحت العديد من الأسئلة على فريد ويستون حول قضايا مثل دور الدين، ومستقبل الثورات الفنزويلية والمصرية، والوضع في إيران وأفغانستان، وغير ذلك. وفي إجابته أوضح فريد ويستون أنه لا توجد أي ضمانة لانتصار الثورة الاشتراكية كما بين لنا التاريخ ذلك بوضوح مرارا وتكرارا. إن ما هو مطلوب هو بناء تيارات ثم أحزاب ماركسية جماهيرية تكون قادرة على تمكين العمال من القيادة الثورية التي يستحقونها. أما في إجابته على نقطة الدين، فأشار إلى أن الدين يسيطر على عقول كثير من الناس بسبب الظروف الرهيبة التي يعيشون في ظلها. لكن وبدلا من مناقشة العالم الآخر يجب علينا أن نعمل معا لتغيير هذا العالم. وختم مشددا على ضرورة بناء القوى الماركسية في باكستان وعلى المستوى العالمي.
منظورات باكستانية
الدورة التالية، برئاسة الرفيق غفران أحد، كانت حول الأزمة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في باكستان ومنظورات الثورة الاشتراكية. قدم الرفيق آدم بال هذه الدورة بكلمة نارية ومؤثرة جدا، والتي أوجز فيها الظروف الرهيبة التي تعاني منها الجماهير الباكستانية، وتزايد البطالة والفقر، وتدهور البنية التحتية، وإغلاق قطاعات كاملة من الصناعة، وفي هذا السياق العديد من الصراعات العرقية المحلية، كما هو الحال في بلوشستان والسند، حيث تثير مختلف فصائل الطبقة الحاكمة، بدعم من هذه القوة الإمبريالية أو تلك، الصراعات العرقية لتمرير أجندتها الخاصة.
وأوضح أدام بال الكراهية المتزايدة بين صفوف الجماهير تجاه النخبة الغنية، التي تنتج سخطا شاملا ضد النظام ككل. إن ما يجري حاليا التحضير له هو انفجار من تحت مشابه لما رأيناه في مصر وتونس قبل عامين.
وقد تدخل في النقاش الرفاق خوكولا باشا من سوات، وباراس جان من كراتشي، ونزار منغال من بلوشستان، والدكتور أفتاب، عضو جمعية الأطباء الشباب، وإلياس خان، القيادي الشهير في حزب الشعب الباكستاني من مولتان، والرفيق الأفغاني سعد الله مهوند، وغرداس سينغ وهو رفيق من السيخ. وقرأ الرفيق جانكيز خان من ولاية البنجاب الشمالية مقتطفات من قصيدة باللغة الأردية خلال الدورة.
عندها انقسم المؤتمرون إلى ثلاث لجان: لجنة حول العمل النقابي، لجنة حول العمل بين الشباب ولجنة حول العمل في وسط النساء، لمناقشة هذه المجالات المهمة من النشاط بمزيد من التفصيل. وكانت تقارير اللجان ستتلى في اليوم الثاني للمؤتمر.
قبل انتهاء الجلسة المسائية صعد المغني الشهير، جواد أحمد، إلى المنصة وقدم الخطوط العريضة لألبومه الأخير، والذي يتضمن أغنيتين مؤثرتين للغاية، واحدة عن مقتل ما يقرب من 300 عامل في حريق مصنع في كراتشي، وأخرى عن بهجت سينغ، وهو مناضل اشتراكي ثوري أعدم شنقا من قبل البريطانيين في عام 1931. وقد كتب جواد أيضا نسخة جديدة من نشيد الأممية باللغة الأردية، والتي ضمنها أيضا ألبومه الجديد.
ثم دعا جواد كلا من فريد ويستون ولال خان إلى المنصة بينما كان يستعد الجميع للانضمام إليه في غنائه لنسخته الجديدة من نشيد الأممية. وقد التحق بهم العديد من الرفاق الآخرين. ثم انضم كل المؤتمرين إلى جواد الذي قاد غناء نشيد الحركة الاشتراكية الأممية. لقد كانت تلك لحظة مؤثرة للغاية في المؤتمر، ونهاية مناسبة لليوم الأول.