لقد فاز الرفيق علي وزير بالانتخابات في جنوب وزيرستان – التي تعتبر معقل حركة طالبان! نشر هذا الخبر يوم أمس (الأحد) في قناة GeoTVإحدى أشهر القنوات التلفزيونية في باكستان . لكن اليوم (الاثنين) تم الإعلان عن أنه ستتم إعادة الانتخابات في جنوب وزيرستان مرة أخرى يوم 18 ماي.
Translation: Marxy.com
كان انتصار الماركسيين في الانتخابات إنجازا مذهلا بكل المقاييس. فجنوب وزيرستان هي منطقة حرب، وهي منطقة محتلة في الواقع من قبل الجيش الباكستاني، حيث تنشط عصابات أنصار طالبان المدججين بالسلاح، وحيث الطائرات الأمريكية بدون طيار تقتل الناس كل يوم وكل ساعة.
وزيرستان جزء مما يسمى بمنطقة القبائل، حيث لا تصل سلطة الحكومة المركزية منذ أجيال. في هذا المجال الصعب القاسي، يصير من الصعب حتى النضال لمجرد البقاء على قيد الحياة، أما تنظيم حملة انتخابية والفوز فيها على أساس برنامج الماركسي، فهذه معجزة!
لقد حرص رجال العصابات الفاسدون الذين يسيطرون على حزب الشعب الباكستاني على التأكد من أن أي عضو من أعضاء التيار الماركسي الأممي لن يحصل على تزكية الحزب للمشاركة في الانتخابات في أي مكان في باكستان. وقد جعلهم خوفهم وكراهيتهم للماركسيين يفضلون أن يخسروا مقاعد انتخابية في مناطق مثل كراتشي ووادي سوات، بدلا من السماح لشخصيات مشهورة بالترشح لكونها من أعضاء التيار الماركسي الأممي. لكن في حالة وزيرستان، كانت الأمور مختلفة. فالرفيق علي وزير عضو التيار الماركسي الأممي ترشح بقائمة يسارية مستقلة - وفاز.
إن علي وزير، المناضل الثوري المحنك والماركسي المخلص، شخص معروف جيدا بين الجماهير. إنه رجل شجاع جدا واجه بلا خوف معارضة الأصوليين الدينيين من جهة ومعارضة الجيش الباكستاني من جهة أخرى. وقد سبق لعمه وأخيه الأكبر أن تعرضا بالفعل للاغتيال من قبل قوى الظلام الرجعية. لكن ليس هناك تهديد يمكنه أن يردعه عن القيام بواجبه الثوري.
لقد خاض الرفيق علي حملته الانتخابية على أساس برنامج اشتراكي واضح: النضال ضد الإمبريالية والإرهاب، ومن أجل الشعار الثوري: روتي، كابرا أور ماكان. أي: "الخبز والملبس والمأوى"، ومن أجل توفير التعليم والصحة للجميع. وقد جدت هذه الرسالة ترحيبا كبيرا بين أبناء شعب في هذه الأرض التي مزقتها الحرب.
فاز علي وزير بالانتخابات على عكس كل التوقعات. وقد أعلن فوزه أيضا في طبعة اليوم من صحيفة The News، التي تعتبر واحدة من أهم الصحف اليومية الناطقة باللغة الإنجليزية في باكستان.
على الرغم من كل هذا، فإنه ليس من المؤكد على الإطلاق أنه سيحصل في النهاية على مقعده في الجمعية الوطنية بإسلام آباد. فخلال انتخابات عام 2008، التي نظمت بعد مقتل بينازير بوتو، كان علي وزير قد فاز أيضا، لكنه تعرض للغش وحرم من مقعده بتدخل من طرف الدولة.
في البداية تأجل الإعلان عن النتيجة لفترة طويلة. وعندما تم إعلانها أخيرا، تم تمرير المقعد لرجل دين رجعي. وقد كانت يد المخابرات الباكستانية (المخابرات العسكرية الباكستانية)، والتي تشكل دولة داخل الدولة، واضحة وراء هذه المناورة.
نحن نتعرض الآن لنفس النوع من المؤامرات القذرة. لا يمكن لوكالة الاستخبارات الباكستانية أن تقبل بفكرة فوز مناضل ماركسي بهذا المقعد. إنها حليفة لقوى الرجعية الإسلامية والإرهاب. في الواقع لا يمكن للأصوليين والإرهابيين أن يوجدوا من دون دعم الدولة والمخابرات الباكستانية.
أعلنت نتيجة فوز علي وزير بعد الانتهاء من فرز 86 % من الأصوات. ولحد الآن ما تزال النتيجة "الرسمية" لم تعلن بعد. وقد أعلن اليوم (الاثنين) أن الانتخابات في جنوب وزيرستان يجب أن تعاد مرة أخرى يوم 18 ماي. كيف يعقل هذا! لو كان أحد الملالي الرجعيين هو من فاز، لما كانت لتكون هناك أي مشكلة. لكن عندما يفوز الماركسي بالانتخابات، فإنها يجب أن تعاد مرة أخرى!
من الواضح أن هذه المناورة تكرار لعملية الاحتيال الذي شهدته انتخابات عام 2008. إنه الوجه الحقيقي القبيح الذي يختفي وراء القناع المبتسم "للديمقراطية الباكستانية". إنها ديمقراطية لصالح المستغلين الأغنياء فقط، إنها حرية السرقة والغش والنهب. حكومة حزب الشعب الباكستاني المنتهية ولايتها سيئة السمعة بسبب فسادها. لكن حكومة الرابطة الإسلامية القادمة لن تكون أفضل منها، بل ربما أسوأ.
إن ما يسمى بالجمعية الوطنية هي مجرد مطبخ للصوص، حيث يتم الترحيب بأي محتال ولص ومخادع وتاجر مخدرات أو عضو في طالبان بأذرع مفتوحة للانضمام إلى حملة الفساد والنهب. لكن مطبخ اللصوص هذا مغلق بإحكام في وجه ممثلي العمال والفلاحين والفقراء.