تلقينا، الليلة الماضية، النبأ المأساوي بوفاة الشيوعي المخضرم والزعيم العمالي والعضو القيادي في الفرع البرازيلي للتيار الماركسي الأممي: الرفيق روكي فيريرا.
[Source]
بالنسبة إلي إن الرفيق روكي، الذي كان عاملا في السكك الحديدية ونقابيا بارزا بسجل طويل من النضالات من أجل قضية الطبقة العاملة، كان يمثل أفضل مثال للكادر البروليتاري.
لقد كان رجلا كرس حياته بالكامل لخدمة قضية الطبقة العاملة والثورة الاشتراكية، كما كان يولي اهتماما شديدا للنظرية والأفكار الماركسية. وهذا ما شكل دائما أفضل ميزة لحركتنا.
التقيت به لأول مرة عندما ذهبت إلى البرازيل، بعد فترة وجيزة من اتخاذ الرفاق في منظمة Esquerda Marxista (اليسار الماركسي) لقرار الانضمام إلى التيار الماركسي الأممي. رأيت على الفور أنه متحمس جدا لهذا الأمر. وهذا ليس من قبيل الصدفة، لأن الرفيق روكي كان أمميا حتى النخاع.
كان روكي رجلا وسيما، أعطته لحيته البيضاء وشعره الأشيب سمة من المهابة الهادئة. كان ذكيا للغاية. لكنه كان رجلا قليل الكلام. وخلال المحادثات الكثيرة التي أجريتها مع الرفاق في البرازيل، لاحظت أن روكي كان دائما حاضرا، يستمع باهتمام إلى كل كلمة.
كان قليلا ما يتكلم، لكنه عندما كان يتكلم، كانت كلماته مليئة بالحكمة البروليتارية والفطرة السليمة. وقد منحه ذلك سلطة هائلة في نظر جميع الرفاق.
في مسرحية هاملت لشكسبير، ينصح بولونيوس ابنه قائلا: “اعط أذنك لكل إنسان، لكن اعط صوتك للقلة فقط”. وهذه نصيحة ممتازة. لقد تعلم روكي فن الاستماع، وهو فن مهم للغاية كان يتقنه بالكامل. وأتمنى أن يحذو كل الرفاق حذوه!
أجد أحيانا أن الرفاق الشباب وعديمي الخبرة حريصون على إظهار مدى ذكاءهم من خلال التحدث كثيرا. لم يثر ذلك إعجابي أبدا، بل على العكس تماما. ليس من الصعب جدا تكرار هذه الفكرة أو تلك من الأفكار التي التقطتها من الكتب، دون أن تفهم بالضرورة ما الذي تعنيه حقا تلك الأفكار.
الأشخاص الجادون يأخذون الأفكار على محمل الجد. وقد كان الرفيق روكي من أكثر المناضلين الثورين الذين عرفتهم جدية. ولهذا السبب لم يحاول أبدا خلق انطباع سطحي عن سعة الاطلاع من خلال التحدث كثيرا.
عندما أقول إنه كان جديا، فهذا لا يعني أنه كان مفتقدا لروح الدعابة، بل على العكس تماما. لقد كان في الواقع يتمتع بروح الدعابة، على عكس العصبويين الذين يتخيلون أنه يجب على الثوريين أن يظهروا دائما كما لو أنهم ابتلعوا نصف لتر من الخل.
عندما كان يستمع لشخص يقول كلاما فارغا، لم يكن يرد عليه بسخرية أبدا، بل كان يكتفي بأن يبتسم بهدوء. وعلى الرغم من أنه كان شخصا قويا وحازما، فإنه كان أيضا ذا شخصية لطيفة جدا، وخالية تماما من مشاعر الحقد. وهذا هو السبب في أنه كان محبوبا ليس فقط كرفيق، بل وكذلك كصديق وإنسان حقيقي.
لقد خاض روكي خلال حياته العديد من المعارك. فاز في بعضها، وخسر بعضها الآخر. وبشكل مأساوي لم يستطع الفوز في معركته الأخيرة: معركة الحياة نفسها.
بلغنا خبر إصابته بمرض كوفيد 19 قبل بضعة أسابيع. ثم، في 22 غشت، تم نقله إلى المستشفى، وبعد ظهر أمس، استسلم أخيرا لهذا المرض الرهيب.
كانت وفاة روكي بمثابة ضربة قاسية لرفاقه وأصدقائه، سواء في البرازيل أو على الصعيد الأممي. وبالنيابة عن السكرتارية الأممية وجميع رفاق التيار الماركسي الأممي، نرسل تعازينا القلبية وتعاطفنا وتضامننا لأسرته ورفاقه وأصدقائه.
- أيها الرفيق روكي، لن ننساك أبدا!
- يستمر الكفاح!
- عاشت الاشتراكية الأممية!
- يا عمال العالم اتحدوا!