مع حضور أكثر من 150 ثورياً متحمساً، حققت المدرسة الماركسية 2021 التي أقيمت نهاية الأسبوع الماضي في جوتنبرج نجاحاً باهراً. نظمتها منظمة الثورة، الفرع السويدي للتيار الماركسي الأممي، تمحورت حول النظرية الماركسية، لتسليح الحاضرين من أجل النضالات الطبقية القادمة. أوضحت الرفيقة ثيا فيلهلمسون في خطابها في الجلسة الأولى: “هذا تحضير لصراع طبقي مكثف، لثورة اشتراكية في حياتنا”.
[Source]
كانت الفرص الثورية هي موضوع الجلسة التي حملت عنوان “العالم مشتعل: الجائحة والأزمة والثورة”، تقديم الرفيق نيكلاس ألبين سفينسون من التيار الماركسي الأممي. وشدد على أن موجة الصراع الطبقي في جميع أنحاء العالم متجذرة في حقيقة أن نمط الإنتاج الرأسمالي أصبح عقبة أمام مزيد من التطور للبشرية:
السؤال ليس ما إذا كانت جائحة فيروس كورونا أسوأ من الأوبئة السابقة أم لا: السؤال هو ما إذا كان المجتمع، بموارده الحالية، كان يجب أن يكون قادراً على إدارة الأزمة بشكل أفضل؟ لا شك أن الجواب هو: “نعم”. [الطبقة السائدة] خفضت المخزونات – بوصفها تكلفة غير ضرورية. كانت كل مجموعة فائضة من معدات الحماية الشخصية تكلفة غير ضرورية. كان البحث السابق عن السارس تكلفة غير ضرورية. لا يمكن للرأسمالية استخدام موارد المجتمع بكفاءة – والنتيجة هي الموت المبكر للملايين.
تلقي هذه الملايين من الوفيات بظلالها بشكل غير متناسب على أفقر أجزاء العالم. من بين 1.2 مليار نسمة في إفريقيا، تلقى 77 مليوناً فقط جرعتين من لقاح فيروس كورونا. في الوقت نفسه، فإن العواقب الاقتصادية لأزمة الرأسمالية وحشية: البطالة الجماعية والفقر والمجاعة. كل هذا يخلق الأساس لزيادة الوعي الطبقي والراديكالية.
شدد العديد من المتحدثين على قوة الحركات الجماهيرية الهائلة التي اجتاحت العالم منذ عام 2008، إيذاناً ببداية فترة ثورية. لكن كما أوضح لينين “لا وجود لحركة ثورية بدون نظرية ثورية”. تكمن الفلسفة الماركسية في قلب الاشتراكية العلمية، ولهذا تم تخصيص جلسة “دفاعاً عن المادية” للمادية الديالكتيكية، التي طورها ماركس وإنجلز كسلاح للطبقة العاملة.
أوضح الرفيق ستيفان كانجاس في خطابه أنه في مجتمع منقسم إلى طبقات متعادية، ستكون هناك حتماً وجهات نظر مختلفة ومتعارضة للعالم. في ظل الرأسمالية، هذا يعني رؤية للعالم تعكس مصالح الطبقة السائدة، وأخرى تعكس مصالح البروليتاريا الثورية. مهمتنا ليست الخلاف على الكلمات والصياغات، ولكن أن نكافح لتغيير الواقع من خلال ثورة اشتراكية. لكن من أجل تغيير المجتمع يجب علينا أولاً أن نفهمه.
أدت الجلسات مثل “الماركسية أو ما بعد الحداثة” و “الرأسمالية تعيش على المنشطات: الكينزية و النظرية النقدية الحديثة (MMT)”، إلى تعميق فهم الحاضرين بالمنهج الماركسي وكيفية عمل الرأسمالية. كانت أهمية النظرية محور جلسات مثل “الشعبوية اليسارية أم الثورة: هل يمكن إصلاح الرأسمالية؟” و “الثورة الكوبية والتهديد الإمبريالي”.
كانت هناك أيضاً مناقشات حول بعض التطورات الرئيسية في الصراع الطبقي العالمي. على سبيل المثال، أكد الرفيق فريدريك ألبين سفينسون أنه يجب علينا الدفاع عن مكاسب الثورة الكوبية، التي تواجه ضغوطاً من حركة احتجاجية مناهضة للثورة تدعمها الإمبريالية:
ألغت كوبا الرأسمالية وأصبحت مصدر إلهام للجماهير المضطهدة في العالم بأسره. وقفت جزيرة صغيرة واحدة بنجاح ضد أقوى قوة إمبريالية في العالم – وهذا ما لن تغفره لها البرجوازية أبداً. في الحركة العمالية والمدارس والشوارع: يجب على كل ثوري/ة أن يدافع عن الثورة الكوبية ضد هجمات الإمبرياليين.
شددت لوتا أنجانتير، وهي من أنصار منظمة النداء الاشتراكي في بريطانيا، على الاستنتاجات التي يستمدها الشباب في جميع أنحاء العالم في افتتاحيتها لجلسة “النضال في حزب العمال: كير ستارمر ضد الماركسيين”. من بين الشباب في بريطانيا، يفضل 67% منهم العيش في ظل نظام اقتصادي اشتراكي. واختتمت أنجانتير جلستها بالقول: “لم يكن هناك وقت أفضل من أن تكون ماركسياً فيه من الآن”.
أشاد الكثيرون بجلسة “نظرية الكوير، رهاب المتحولين جنسياً والنسوية الراديكالية: رد ماركسي”. شددت يلفا فينبرغ على أن النضال ضد الاضطهاد جزء لا يتجزأ من الصراع الطبقي: “إن المزايا الصغيرة التي قد يحصل عليها بعض العمال من عدم تأثرهم بظلم معين، لا تُقارن بما يمكن أن يكسبه الشخص من خلال النضال الجماعي على أساس مصالح الطبقية المشتركة”.
بعد ظهر يوم الأحد، كانت هناك جلسة بعنوان “الحرائق والجفاف والفيضانات: كارثة مناخية أم ثورة؟”، حيث أشارت المتحدثة الرفيقة جينيفر أوسترمان إلى أن 100 شركة كبيرة فقط مسؤولة عن 71% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، مؤكدة أن الكفاح ضد الرأسمالية يجب أن يسير جنباً إلى جنب مع الكفاح ضد أزمة المناخ:
لدينا التكنولوجيا والمعرفة اللازمتان لإنقاذ الكوكب، لكن البرجوازية لا تهتم باستخدامهما. مصلحتهم هي تحقيق الربح بأي ثمن. لا يمكننا حل الأزمة بوجود البرجوازية في السلطة: علينا أن نتولى السلطة ونحلها بأنفسنا.
كانت هذه أيضاً رسالة يلفا فينبرغ في الجلسة الأخيرة لعطلة نهاية الأسبوع، بعنوان “الاشتراكية في حياتنا”. ونقلت عن الثوري الاسباني دوروتي:
نحن على الأقل لسنا خائفين من الخراب. سوف نرث الأرض، ليس هناك أدنى شك في ذلك. قد تفجر البرجوازية عالمها وتدمره قبل أن تترك مسرح التاريخ. نحمل عالماً جديداً هنا في قلوبنا. هذا العالم ينمو هذه اللحظة.
كل شروط الثورة الاشتراكية الناجحة موجودة في العالم – جميعها ما عدا القيادة الثورية. مع ملاحظة الظروف المتدهورة للعمال في السويد، والسيرورات الجارية في جميع أنحاء العالم سواء تحت السطح أو في الصراع الطبقي المفتوح، أنهت يلفا فينبرغ عطلة نهاية الأسبوع بنداء ملتهب للتنظيم:
إذا قررنا أن نفعل كل ما في وسعنا لبناء المنظمة المطلوبة للقيام بثورة اشتراكية. حينها سنطيح بالرأسمالية. حينها سننقذ البشرية. ثم سنرى الاشتراكية في حياتنا.
20 نوفمبر/تشرين الثاني 2021
ترجم عن النص الأصلي:
Marxism 2021 in Sweden: revolutionary forces on the march