Annahjad Dimocrati (The Democratic Path) recently published a letter sent to the Moroccan government and to the Polisario. The letter asks for fresh and "serious negotiations with the aim of arriving at a negotiated political settlement within the framework of the resolutions of the international community". The Democratic Path, the left-wing party in Morocco, is considered to be the inheritor of the Marxist-Leninist Ilal Amam/Forward movement of the 70s and the 80s. The party goes further and stresses its "predisposition to contribute to the success of this initiative". This party wants to play the role of mediator because "the conflict has arrived at an impasse which threatens the security and the stability of the region and the interests and the future of those peoples".
It is "conscious that this conflict has caused a humanitarian tragedy" and that it is its "task as a political force which struggles for emancipation and democracy on the way to socialism and the unification of the peoples of the Great Maghreb". Finally, the party rejects chauvinism and stresses again a peaceful solution based on "international legitimacy".
This statement, from the leadership of a party which won its credentials and authority in the heroic struggle against Moroccan nationalism, against the dictatorship, and for the right of self-determination for Western Sahara, has provoked a debate in the Moroccan left. It has caused turmoil inside the party as well. The two national leaders of Annahjad Dimocrati have decided to leave the party in protest against what is considered a departure from the historic position of the party.
In this article, Hosam Benhamza of the Communist League of Action develops a friendly but firm Marxist critique of the position of the leadership of Annahjad Dimocrati. The purpose of this critique is to arm the new generation of socialist activists with a clear Marxist understanding of the question of the Western Sahara and the national question in general. "Good intentions are not enough to avoid the quagmire of class collaboration ... The road to hell is paved with good intentions," he concludes.
Below we publish the Arabic article, which we hope to have in English soon. Please get in touch if you can help us with any translations.
قضية الصØراء من وجهة نظر ماركسية
« إن انتظار السلام من المÙاوضات والاتصالات بين الØكومات البورجوازية إنما هو خداع للنÙس وخداع للشعب» لينين: رسائل من بعيد، الرسالة III.
ÙÙŠ رسالة Ù…ÙتوØØ©1 إلى كل من الØكومة المغربية والجبهة الشعبية لتØرير الساقية الØمراء وواد الذهب (ج، Ø´ØŒ ت، س، ØØŒ و، Ø°)ØŒ دعا Øزب النهج الديموقراطي « الØكومة المغربية والجبهة الشعبية لتØرير الساقية الØمراء وواد الذهب إلى الجلوس على طاولة المÙاوضات قصد البØØ« الجدي عن ØÙ„ سياسي متÙاوض عليه، ÙÙŠ إطار مقررات المنتظم الدولي»، وعبر Ùيها عن استعداده "للمساهمة ÙÙŠ Ø¥Ù†Ø¬Ø§Ø Ù‡Ø°Ù‡ المبادرة". والØيثيات التي دÙعت بØزب النهج الديموقراطي إلى القيام بهذه المبادرة هي، Øسب Ù†Ùس الوثيقة، كون النزاع Øول الصØراء قد وصل ÙÙŠ الÙترة الأخيرة، إلى الباب المسدود، مما يهدد أمن واستقرار المنطقة ÙˆÙ…ØµØ§Ù„Ø ÙˆÙ…Ø³ØªÙ‚Ø¨Ù„ شعوبها و« وعيا منه بخطورة المأزق الذي آلت إليه قضية الصØراء» و« اعتبارا لكون الصراع تسبب ÙÙŠ مآسي إنسانية لا Øصر لها» و« نظرا لكون قضية الصØراء ظلت تستعمل لإجهاض نضال الشعب المغربي» واستØضارا من الØزب لواجبه « كقوة سياسية ما Ùتئت تناضل من أجل التØرر والديموقراطية على طريق الاشتراكية ومن أجل ÙˆØدة شعوب المغرب الكبير كضرورة تاريخية لا Ù…Ùر منها وتنبذ الشوÙينية وتنادي بالØلول السلمية، لقضية الصØراء، المرتكزة على الشرعية الدولية.»
ÙÙŠ البداية وقبل أن نبدأ ÙÙŠ نقاش هذه الأÙكار،لابد أن نسجل Ù„Øزب النهج الديموقراطي أنه الØزب الوØيد ÙÙŠ المغرب الذي ØاÙظ لنÙسه على مساÙØ© مع السعار الشوÙيني الذي ينشره النظام وتتماهى معه جميع الأØزاب الأخرى. كما أن العديد من مناضليه قدموا الكثير من التضØيات بسبب دÙاعهم عن ØÙ‚ الشعب الصØراوي ÙÙŠ تقرير المصير. وهكذا Ùإن نقاشنا لما نعتبره أخطاء ÙÙŠ تصور هؤلاء الرÙاق، هو نقد رÙاقي لكن Øازم، نقد Øازم لكن رÙاقي، استنادا إلى النظرية الماركسية، هدÙÙ‡ ØªØ³Ù„ÙŠØ Ø§Ù„Ù…Ù†Ø§Ø¶Ù„ÙŠÙ† الاشتراكيين الØقيقيين، بالتصور الماركسي الثوري لمسألة الصØراء والمسألة القومية عموما، لتجنيبهم السقوط ÙÙŠ مستنقعات التعاون الطبقي. خاصة وأن طريق جهنم Ù…Ùروش، كما هو معلوم، بالنوايا الطيبة.
Ùعلا، وكما أشار الرÙاق، تسببت الØرب ÙÙŠ الصØراء ÙÙŠ مآسي إنسانية لا Øصر لها، آلا٠القتلى والمعطوبين، آلا٠المنÙيين، تبذير ملايير الدولارات لشراء الأسلØØ© المدمرة وإغناء شرذمة من كبار ضباط الجيش وشراء الذمم، الخ. هذا صØÙŠØØŒ وأيضا شكلت، عبر عقود من الزمن، Ø£Ùضل وسيلة ÙÙŠ يد الطبقة السائدة لإجهاض نضالات الشعب المغربي.
لكن الماركسيين عند دراستهم للØروب لا يكتÙون بأن يشيروا إلى المآسي التي تنتجها، ويذرÙون الدموع على القتلى والمعطوبين ثم يدعون ÙÙŠ النهاية إلى وقÙها عبر « البØØ« الجدي عن ØÙ„ سياسي متÙاوض عليه». إن الماركسيين، وعلى خلا٠المسالمين البورجوازيين والبورجوازيين الصغار، يدركون Øتمية الØروب ÙÙŠ ظل المجتمع الرأسمالي، والمجتمع الطبقي عموما، ويدركون أن القضاء على الØروب رهين ليس بالمÙاوضات ولا بالدعوات الصالØØ©ØŒ بل بالقضاء على المجتمع الرأسمالي Ù†Ùسه. إن النضال ضد الØرب هو نضال من أجل التغيير الاشتراكي للمجتمع. ويلخص لينين هذه الØقيقة بروعة عندما يقول: « لقد ندد الاشتراكيون دائما بالØرب بين الشعوب باعتبارها عملا من أعمال البرابرة والوØوش. غير أن موقÙنا Ù†ØÙ† من الØرب يختل٠مبدئيا عن موق٠المسالمين البورجوازيين (أنصار السلام ودعاته) والÙوضويين. ÙÙ†ØÙ† نمتاز عن الأوائل بكوننا ندرك الصلة الØتمية التي تربط بين الØروب والنضال الطبقي وندرك أنه من المستØيل القضاء على الØروب دون القضاء على الطبقات ودون إقامة الاشتراكية»2
كما أن الماركسيين لا ينبذون الØروب ÙÙŠ المجرد، ويدعوا إلى إيقاÙها Ùˆ"الاØتكام إلى طاولات المÙاوضات"ØŒ بل يوجهون انتباههم إلى دراسة كل Øرب على Øدة ليØددوا طبيعتها. Øيث نجد ÙÙŠ التاريخ إلى جانب Øروب النهب واللصوصية، Øروبا أدت، بالرغم من كل المآسي التي سببتها، إلى تØرير شعوب أو طبقات وإلى تغيير الأوضاع Ù†ØÙˆ الأÙضل، من قبيل الØروب التي قوضت الأنظمة الإقطاعية ÙÙŠ أوروبا ما بين سنوات 1789 وعام 1871ØŒ أو Øروب الاستقلال. تلك الØروب أيدها الماركسيون ونظروا إليها دائما نظرة عط٠وØثوا على مواصلتها وتمنوا انتصارها. مثل تلك الØروب لم يدع الماركسيون أبدا إلى إيقاÙها وتعويضها "بالمÙاوضات" أي بالألاعيب الديبلوماسية والنÙاق.
ينطلق الماركسيون، عند دراستهم لأي Øرب، وقبل أن يعطوا موقÙهم من أي Øرب ومن تم ÙŠØددوا سياستهم اتجاه أي Øرب، من أنها استمرارية للسياسية بوسائل أخرى، أي بوسائل العنÙ. ومن تم Ùقد عملوا دائما، بدل التأوهات والدعوات الÙارغة إلى وق٠الØرب، على تØليل طبيعة السياسة التي تكون تلك الØرب استمرارا لها. السياسة التي أدت ÙÙŠ نقطة معينة إلى الØرب.
بتطبيقنا لهذه الطريقة على الØرب التي تدور، تارة بشكل مستتر وتارة بشكل معلن، ÙÙŠ الصØراء، سنجد أن الطبقة السائدة ÙÙŠ المغرب تخوضها من أجل الØÙاظ على سيطرتها على ثروات المنطقة الغنية واستغلال موقعها الاستراتيجي، كما ترى Ùيها وسيلة لصر٠انتباه الجماهير الكادØØ© عن همومها الØقيقية وعن أعدائها الداخليين Ù†ØÙˆ "أعداء" خارجيين وهميين وبث سموم الشوÙينية بين صÙو٠الشعب للتمكن من تمتين "الجبهة" Øول "ضامن ÙˆØدة البلاد"... ومن ثم Ùإنها Øرب رجعية بالمطلق يجب على الماركسيين الØقيقيين أن ينددوا بها ويÙضØوها ويناضلوا ضدها.
أما الØرب التي يخوضها الشعب الصØراوي Ùهي Øرب من أجل Ùرض الØÙ‚ ÙÙŠ تقرير المصير، من أجل تØرير شعب تØت الاØتلال، ومن ثم Ùإنها Øرب تقدمية، عادلة، يجب على الماركسيين أن يداÙعوا عنها ويؤيدوها ويتمنوا انتصارها. ولكي ÙŠØققوا ذلك، يجب عليهم أن لا يزرعوا الأوهام بين جماهير الشعب الصØراوي Øول إمكانية تØقيق الخلاص ÙÙŠ ظل الدكتاتورية الرأسمالية، أو عن طريق التÙاوض Ùˆ"الØلول السلمية"ØŒ أو عن طريق الشرعية الدولية، Ùهذا ليس دور الماركسيين، إنه دور الإصلاØيين وأسيادهم البورجوازيين والإمبرياليين، وهؤلاء، كما هو معلوم، لديهم ما يكÙÙŠ من الوسائل لكي يقوموا بهذه المهمة القذرة لأنÙسهم بأنÙسهم.
إن دور الماركسيين، على النقيض من ذلك، يتمثل ÙÙŠ أن يشرØوا للجماهير أن Øروب الاستعمار والنهب، مسألة Øتمية ÙÙŠ ظل الرأسمالية، ولا يمكن القضاء عليها ولا وقÙها بالدعوات الصالØØ© إلى التعقل ولا بالمÙاوضات. لا يمكن القضاء عليها إلا بنضال ثوري ينتهي بالقضاء على الرأسمالية Ù†Ùسها. دورهم يتمثل ÙÙŠ أن ÙŠÙضØوا رجعية ونÙاق الإمبريالية وعلى رأسها الولايات المتØدة ومؤسساتها الدولية وعلى رأسها الأمم المتØدة.
لا يمكن لماركسي Øقيقي أن يتمنى وق٠الØرب التØررية ويدعوا إلى استبدالها بسياسة سلمية وبالمÙاوضات، أي إلى استبدالها بالأوهام. « إن الماركسية - يقول لينين- ليست مذهب المسالمة. إن النضال ÙÙŠ سبيل وق٠الØرب بأسرع ما يمكن أمر لا غنى عنه. ولكن مطلب "السلام" لا يأخذ معنى بروليتاريا إلا عندما يصØبه النداء إلى النضال الثوري. Ùبدون سلسلة من الثورات يبقى ما سمي بالسلام الديموقراطي وهما من الأوهام البورجوازية الصغيرة»3
هذا هو الموق٠الماركسي لكن يبدو جليا، من خلال رسالة الرÙاق المÙتوØØ©ØŒ أنهم يأخذون Ù†Ùس المساÙØ© من كلا الØربين، يضعونهما ÙÙŠ سلة واØدة ويدعون إلى وقÙهما كليهما، بـ"الجلوس على طاولة المÙاوضات قصد البØØ« الجدي عن ØÙ„ سياسي متÙاوض عليه"ØŒ بل ويتطوعون بكل سذاجة للوساطة بين الذئب Ùˆ"الØمل". ما أشبه من يدعوا إلى إيقا٠الØرب التØررية بين المستعمَر والمستعمر، "بالجلوس إلى طاولة المÙاوضات"ØŒ بذلك الذي يدعوا إلى إيقا٠الØرب الطبقية بين المستغَل والمستغل عبر "الجلوس إلى طاولة المÙاوضات". كلاهما يعاكس كل قوانين التاريخ وكلاهما ينطلق من موق٠خاطئ وينتهي، بغض النظر عن نواياه، إلى خلاصة رجعية.
ÙˆØدة شعوب المنطقة المغاربية
إن ÙˆØدة شعوب المنطقة المغاربية صارت، كما عبر الرÙاق بØÙ‚ØŒ ضرورة تاريخية لا Ù…Ùر منها. هذا أكيد. لكن الأكيد أيضا هو أن هذه الوØدة مستØيلة دون قطيعة جذرية مع النظام الرأسمالي.
لقد كان الاستعمار هو المسؤول على تقسيم المنطقة إلى دويلات ورسم الØدود المصطنعة بينها وإقامة أنظمة عميلة مرتبطة به ساهرة على تأبيد ذلك التقسيم الذي لا يخدم سوى Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø¥Ù…Ø¨Ø±ÙŠØ§Ù„ÙŠØ© والأوليغارشية المØلية. ÙˆÙÙŠ المقابل كانت Øركة المقاومة ضد الاستعمار Øركة ضد التقسيم. لكن ÙÙŠ غياب قيادة بروليتارية للØركة الثورية ضد الاستعمار، ضاعت كل تلك التضØيات هباء وتمكنت الأوليغارشية من إجهاض ذلك الØلم وبلقنة المنطقة كما Øاولت، طيلة سنوات Øكمها، إشعال نيران الØقد والعداء بين شعوب المنطقة المغاربية.
إن هذه الأنظمة الرأسمالية، بسبب قانون التطور الغير متكاÙئ، الذي يجعل لكل منها خصوصيتها ومصالØها الخاصة مما يدÙعها بالضرورة إلى التناÙس Ùيما بينها، وارتباطها بالدوائر الإمبريالية، ليست عاجزة Ùقط عن تØقيق الوØدة، بل هي معادية لها وأكبر عائق أمام تØققها.
لقد أعطي لبورجوازيات المنطقة المغاربية ما يكÙÙŠ من الوقت لتظهر ما الذي ÙÙŠ إمكانها تØقيقه Ùيما يخص بناء مغرب الشعوب وتØقيق السلام والازدهار، الخ. وقد أظهرت ما الذي ÙÙŠ مقدورها تØقيقه: المزيد من الاستغلال والتخل٠والبؤس والديكتاتورية والصراعات والانقسام.
Ùقط البروليتاريا، بتØال٠مع الÙلاØين الÙقراء وجميع المستغلين، من ليس لديها أية مصلØØ© ÙÙŠ استمرار الانقسام المصطنع والاضطهاد القومي. ووØدها من لديه القدرة على تØقيق ÙˆØدة شعوب المنطقة المغاربية، ÙÙŠ ظل Ùدرالية اشتراكية للمنطقة المغاربية، ليمكن لأول مرة تجميع ثروات المنطقة الاقتصادية واستثمارها ÙˆÙÙ‚ مخطط اشتراكي موجه لخدمة Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø£ØºÙ„Ø¨ÙŠØ© الساØقة.
قد يقول بعض من « أوهنهم الارتياب، وصيرهم الادعاء بالعلم والمعرÙØ© بلداء بلهاء، والذين يميلون إلى خطب الندامة، ويتعبون سريعا من الثورة، ويØلمون، كما ÙŠØلمون بعيد من الأعياد، بجنازة الثورة، والاستعاضة عنها بنثر دستوري4»، أن هذا ليس سوى يوتوبيا! إننا نعتقد أن اليوتوبيا الØقيقية هي الاعتقاد ÙÙŠ إمكانية تØقيق مغرب الشعوب ووØدة الشعوب ÙÙŠ ظل أنظمة معادية للشعوب. هي الاعتقاد ÙÙŠ إمكانية تØقيق ذلك ÙÙŠ ظل النظام الرأسمالي الذي لم يعÙد يعÙد الإنسانية سوى بالØروب والبطالة والجوع والاستغلال. وعبر ماذا؟ عبر "الجلوس على طاولة المÙاوضات" والاØتكام إلى "الشرعية الدولية".(!!!)
المأزق؟
كان من بين أهم الأسباب التي دعت الرÙاق ÙÙŠ النهج الديموقراطي إلى Ø·Ø±Ø Ù…Ø¨Ø§Ø¯Ø±Ø© الوساطة بين الØكومة المغربية وجبهة البوليزاريو، Øسب ما جاء ÙÙŠ الرسالة المÙتوØØ©ØŒ وعيهم "بخطورة المأزق الذي آلت إليه قضية الصØراء" Ùˆ"كون النزاع Øول الصØراء قد وصل ÙÙŠ الÙترة الأخيرة، إلى الباب المسدود، مما يهدد أمن واستقرار المنطقة ÙˆÙ…ØµØ§Ù„Ø ÙˆÙ…Ø³ØªÙ‚Ø¨Ù„ شعوبها".
أول ما يتبادر إلى ذهن القارئ عند قراءته لموق٠الرÙاق هو التساؤل عن أي مأزق بالضبط يتØدثون؟ ومأزق من بالضبط؟ ومن الذي وصل إلى الباب المسدود؟
هل الØديث يدور هنا عن الجماهير الكادØØ© المغربية والصØراوية؟ إذا كان الأمر كذلك Ùإن الوقائع التي تدور على الأرض تنÙÙŠ تماما ما يقوله الرÙاق. إن الجماهير المغربية، بدأت تعر٠نهوضا نوعيا رائعا ÙÙŠ نضاليتها. بل وكما سبق لنا أن برهنا على ذلك ÙÙŠ مقالتنا الربيع المغربي « إنها من المرات القلائل ÙÙŠ تاريخ المغرب التي يشهد Ùيها الصراع الطبقي مثل هذا الانÙجار المتزامن ÙÙŠ جميع المدن الرئيسية: البيضاء، الرباط، سلا، طنجة، وجدة،، Ùاس، خنيÙرة، مراكش،، أكادير، طاطا، سيدي اÙني، الخ. وكذا العديد من البوادي، وترÙع شعارات متقاربة بل متشابهة، منددة بالغلاء والخوصصة... وتشارك Ùيها مختل٠Ùئات الكادØين، نساء ورجالا ومن جميع الأعمار». كما أن إضرابات الطبقة العاملة تزايدت وتسارعت وتيرتها وازدادت ÙƒÙاØيتها وتوسعت وتعمقت قاعدتها. وليس كل هذا سوى بداية مرØلة تنبئ بأجمل الآÙاق.
جماهير الشعب الصØراوي بدورها عرÙت ÙÙŠ الآونة الأخيرة نهوضا عارما وجرأة ÙÙŠ النضال تستØÙ‚ التقدير. مواجهات بطولية ضد قوات القمع، وشراسة ÙÙŠ التØدي واستعداد لتقديم جميع التضØيات من أجل Ùرض الØÙ‚ ÙÙŠ تقرير المصير. انتÙاضات عارمة متزامنة ÙÙŠ كل الأراضي الصØراوية المØتلة، شارك Ùيها الرجال والنساء من جميع الأعمار، والنضالات البطولية التي يخوضها المعتقلون السياسيون الصØراويون داخل السجون والطلاب الصØراويون ÙÙŠ الجامعات، هذه هي الصورة كما تؤكدها الوقائع التي لا تستطيع Øتى وسائل الإعلام الأكثر إغراقا ÙÙŠ الشوÙينية Ù†Ùيها.
إن هذه النضالية التي يعرÙها المغرب والصØراء الغربية بل وكل المنطقة المغاربية، من وجهة نظرنا، ليست دليلا على وجود مأزق ما، بل دليلا على قرب اليوم الذي ستكنس Ùيه أيدي العمال والكادØين هذه الأنظمة العÙنة وتبني مستقبلا زاهرا. كما أن تزامن هذه النضالات بين كل بلدان المنطقة المغاربية، إنما يضع الأسس لوØدة نضالية بين شعوب المنطقة: الصØراوي والأمازيغي والعربي، الخ. ضد أنظمة الاستغلال والاضطهاد والقهر القومي القائمة ÙÙŠ المنطقة.
الجماهير قدمت وتقدم كل ما ÙÙŠ مقدورها من أجل تغيير واقعها البئيس. وليس هناك ما يمكن أن يطلب منها أكثر. وإذا كان ÙŠØÙ‚ لنا الØديث هنا عن مأزق Ùهو مأزق القيادات العمالية العاجزة عن تقديم بديل ثوري لتلك النضالات. إنه مأزق الأØزاب اليسارية التي تخلت عن المهمة التاريخية التي وجدت من أجلها، ألا وهي تغيير المجتمع تغييرا ثوريا، لتصير مجرد وسائل ÙÙŠ يد الطبقة السائدة للجم نضالات العمال والشعوب المضطهدة ولضبط الأوضاع، والتي تØرجها هذه النضالات وتÙØ¶Ø Ø¬Ø¨Ù†Ù‡Ø§ وتواطئها وخيانتها. إن الأزمة هنا هي أزمة ناجمة عن ضع٠القيادة الثورية.
وتجاوز هكذا مأزق لا يتأتى إلا بالعمل على تنظيم الطبقة العاملة، بغض النظر عن انتماءاتها العرقية أو اللغوية، ÙˆØªØ³Ù„ÙŠØ Ù†Ø¶Ø§Ù„Ø§ØªÙ‡Ø§ ببرنامج ثوري يربط بشكل علمي جدلي بين النضال من أجل الØقوق الديموقراطية وبين النضال من أجل استيلاء الطبقة العاملة على السلطة. برنامج يدمج بين المهام الديموقراطية للثورة (الØقوق القومية، المساواة بين الرجل والمرأة، الخ) وبين المهام الاشتراكية (مصادرة أملاك كبار أصØاب الأراضي والرأسماليين ووضعها تØت الرقابة العمالية).
أما إذا كان الرÙاق يتØدثون عن مأزق الإمبريالية ومشاريع سلامها المزعوم، Ùإنهم Ù…Øقون تماما. إذ أن الإمبريالية أعطت الدليل على عجزها المطلق عن تقديم ØÙ„ لأي من المشاكل التي تواجهها الإنسانية. بل إن كل المشاريع Ùˆ"الØلول" التي تقدمها، ÙÙŠ أي منطقة من العالم، سرعان ما تنÙجر ÙÙŠ وجهها، والطري٠هو أن تلك "الØلول" التي تقدمها الإمبريالية لبعض المشاكل، سرعان ما تتØول هي أيضا إلى مشكل عويص. ومن يريد دليلا على ما نقوله يكÙيه أن ينظر إلى Ùلسطين، تيمور، العراق، الØرب على الإرهاب، على سبيل المثال لا الØصر.
بل ليست عودة المسألة القومية إلى الانÙجار ÙÙŠ عصرنا سوى دليل على عمق المأزق الذي وصله النظام الرأسمالي العالمي5
والÙشل الذريع الذي واجه كل مشاريع الإمبريالية ÙÙŠ المنطقة هو تأكيد لصعوبة المأزق وعمقه. لكنه مأزق مرتبط بطبيعة الإمبريالية Ù†Ùسها. Ùالإمبريالية، كما سبق للينين أن شرØØŒ هي الرجعية والتعÙÙ† على طول الخط ولا يمكنها أن تقدم أي ØÙ„ لشعوب المنطقة. ثم إن تناقض Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø¨ÙŠÙ† القوى الإمبريالية وصراعها من أجل اقتسام وإعادة اقتسام مناطق النÙوذ، وتناقض Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø¨ÙŠÙ† القوى المØتاجة إلى نوع من الاستقرار لضمان استغلال سلمي لثروات المنطقة وشعوبها وبين القوى الأخرى المØتاجة إلى الاضطرابات واللااستقرار لمنع Øدوث ذلك ولضمان سوق أسلØØ© بالملايير، مع إمكانية تغير المواقع Øسب تغير المصالØ... كلها عوامل تؤبد الأزمة وتجعل من المستØيل تØقيق أي سلام دائم وعادل ÙÙŠ المنطقة.
ÙÙŠ مواجهة هذا المأزق يتوجب على الماركسيين أن ÙŠØاربوا الأوهام التي ÙŠØاول منظرو الإمبريالية والإصلاØيون نشرها بإمكانية تØقيق أي سلام ÙÙŠ ظل نظامهم المنØØ· المريض الذي يتقيأ الØروب والاستغلال والدمار. على الماركسيين أن ÙŠÙضØوا Ù†Ùاق الإمبريالية عندما تتغنى "بالسلام" Ùˆ"الØلول العادلة" ويبينوا للجماهير أنه ليس هناك من ØÙ„ إلا بالتغيير الاشتراكي للمجتمع. لا أن يسقطوا هم أيضا ÙÙŠ التطبيل "للشرعية" الدولية: شرعية اللصوص الإمبرياليين وقطاع الطرق. ويسقطوا (بغض النظر عن نواياهم) ÙÙŠ مستنقعات تقديم غطاء يساري لمشاريع رجعية مهمتها خداع الجماهير والالتÙا٠على نضالاتها.
لقد سبق للرÙاق ÙÙŠ النهج الديموقراطي أن شرØوا أن التناقض الأساسي هو بين « الطبقة العاملة وعموم الكادØين من جهة، والطبقات السائدة والإمبريالية من جهة ثانية». وأكدوا أن « ذلك ÙŠÙترض بناء التنظيم السياسي المستقل للطبقة العاملة وعموم الكادØين[...]» وهذا صØÙŠØ ØªÙ…Ø§Ù…Ø§ØŒ لكنه يتناقض بشكل جذري مع ذلك الرهان الغبي على "الشرعية" الإمبريالية وعلى مؤسساتها الدولية وهذا ما سنÙصل Ùيه لاØقا.
وإذا كان الرÙاق يتØدثون عن مأزق قيادة (ج، Ø´ØŒ ت، س، ØØŒ و، Ø°) Ùهذا صØÙŠØ Ø£ÙŠØ¶Ø§. لقد تشكلت الجبهة منذ تأسيسها كمنظمة "Øرب عصابات ستالينية كلاسيكية"ØŒ تربط مهام تØرير الصØراء من الاستعمار الإسباني بخلق "جمهورية ديموقراطية عربية". وقد تبنت تصورا قوميا ضيقا، لم يعط أهمية كبيرة للتØال٠مع الطبقة العاملة وعموم الكادØين لا ÙÙŠ المغرب ولا ÙÙŠ الجزائر ولا أي بلد آخر من بلدان المغرب الكبير. وبدل ذلك (وبسبب ذلك) تورطت ÙÙŠ تØالÙات مشبوهة مع قوى إقليمية (ليبيا، الجزائر..) وإمبريالية، ÙتØولت إلى لعبة ÙÙŠ يدها لخدمة مصالØها ودبلوماسيتها. كما كان الشأن مثلا عندما ساند نظام القداÙÙŠ البوليزاريو، قبل أن يتخلى عنها سنة 1984 ويوقع "معاهدة ÙˆØدة" مع المغرب، ÙÙŠ Ù…Øاولة لخلق Ù…Øور ضد الجزائر ولإقناع الØسن بعدم إرسال قواته لدعم النظام التشادي ÙÙŠ Øربه ضد ليبيا التي كانت تدعم المتمردين6
لم تؤدي طريقة Øرب العصابات والعزلة عن نضالات الطبقة العاملة المغربية والجزائرية، الخ. إلى تØقيق أي هد٠من أهدا٠الشعب الصØراوي، برغم سنوات طويلة من التضØيات. والأسوأ هو قيام قيادة البوليزاريو باستبدال هذه الطريقة بالاعتماد على لعبة الدبلوماسية واستجداء الدعم من الØكومات البورجوازية والقوى الإمبريالية. وهي السياسة التي وصلت إلى الباب المسدود تماما. إذ لا توجد أية Øكومة مستعدة للدÙاع عن ØÙ‚ الشعب الصØراوي ÙÙŠ تقرير مصيره. ولا Øتى الجزائر التي ليست القضية بالنسبة لها سوى ما يشبه لعبة عض الأصابع بينها وبين النظام المغربي: من سيصرخ الأول. إذ أن الطبقة السائدة ÙÙŠ الجزائر لن ØªØ³Ù…Ø Ø£Ø¨Ø¯Ø§ØŒ برغم المظاهر، بØدوث تغيير جذري ÙÙŠ المنطقة، كما أنها تعلم جيدا جدا أن تØقيق الشعب الصØراوي Ù„Øقه ÙÙŠ تقرير المصير سيؤدي Øتما إلى تشجيع كل الشعوب المضطهدة ÙÙŠ المنطقة ÙˆÙÙŠ الجزائر أيضا (الأمازيغ...) إلى المطالبة بØقوقها القومية.
كما أن المشروع السياسي الذي تتبناه البوليزاريو لدولة ÙÙŠ ظل الرأسمالية، يجعلها Øتى لو تمكنت من تØقيق دولة "مستقلة" بÙضل مساعدة الإمبريالية Ùˆ"شرعيتها"ØŒ Ùسرعان ما سيتبين للجماهير الكادØØ© الصØراوية أن ذلك الاستقلال ليس سوى استعمار جديد استÙاد منه بعض الوصوليين مقابل بيعهم لثروات الوطن بأبخس مما كان الآخرون يبيعونها. ليس هناك من مخرج ÙÙŠ ظل الرأسمالية!
للخروج من هذا المأزق لا بد من امتلاك منظور ماركسي للمسألة القومية. يجب الØسم مع المنظور القومجي الضيق المبني على Ùصل نضالات الشعب الصØراوي عن نضالات شعوب المنطقة، والتØال٠ÙÙŠ المقابل مع الأنظمة والقوى الإمبريالية -عدوة الشعوب وعدوة الشعب الصØراوي Ù†Ùسه-ØŒ يجب التخلص من وهم إمكانية الØÙ„ ÙÙŠ ظل الرأسمالية وتبني برنامج ثوري يربط بين النضال من أجل التØرر القومي بالنضال من أجل القضاء على النظام الرأسمالي. للخروج من هذا المأزق يتوجب التخلي عن طريقة Øرب العصابات المÙصولة عن الجماهير والعمل على تنظيم نضالات الجماهير الصØراوية، من خلال مجالس منتخبة ديموقراطيا ÙÙŠ الأØياء الÙقيرة وأماكن العمل والجامعات وتشكيل ميليشيات الدÙاع الذاتي وتسليØها، لكن تØت رقابة المجالس الشعبية وليس بالانÙصال عنها... وقد أعطت التØركات الأخيرة للجماهير الصØراوية، ÙÙŠ المناطق المØتلة، الأرضية الصلبة التي يمكن البناء على أساسها.
والآن إذا كان الرÙاق يتØدثون عن مأزق النظام القائم بالمغرب Ùهم Ù…Øقون أيضا. إذ يعيش النظام أزمة خانقة على جميع المستويات. ونضالات الجماهير المغربية والصØراوية زادت من تعميق تلك الأزمة وتسعير التناقضات Øتى داخل صÙو٠الطبقة السائدة Ù†Ùسها. وجميع مناوراته، Ùيما يخص قضية الصØراء، لم تعد تجديه Ù†Ùعا. جهاز القمع أصيب بالإنهاك. وبالرغم من كل القمع المسلط على نضالات الشعب المغربي والصØراوي Ùإن نضالاتهما لا تÙتأ تتصاعد، كما أن عزلته Øتى عن ØÙ„Ùاء الأمس صارت تتزايد بشكل سريع(التصويت الأخير ÙÙŠ الأمم المتØدة).
لكن ما هي سياسة النظام التي وصلت إلى المأزق؟ إنها تلك السياسة التي يصÙها الرÙاق قائلين:
« إن النظام استعمل ويستعمل قضية الصØراء لتقوية أركانه وتقوية الطبقات السائدة. هكذا وظ٠النظام قضية الصØراء، بعد الانقلابات العسكرية ÙÙŠ بداية السبعينات، لبناء "إجماع" Øوله مكنه إدخال قوى المعارضة التقليدية ÙÙŠ "مسلسل ديمقراطي" مزعوم تØكم Ùيه بالكامل للØÙاظ على جوهره الاستبدادي. وظل يستعمل قضية الصØراء للتنÙيس عن أزماته وأزمات الطبقات السائدة وتØميل عبئها للجماهير الكادØØ©. كما أن قضية الصØراء ÙتØت إمكانيات هائلة للنهب من طر٠الماÙيا المخزنية، Øيث تنÙÙ‚ ميزانيات خيالية، خاصة من طر٠الجيش، من دون Øسيب أو رقيب.
وقد وظÙت قضية الصØراء أيضا لتبرير المزيد من الإذعان للامبريالية وتقديم التنازلات لها على المستوى السياسي (التطبيع الشبه الرسمي مع إسرائيل، دعم مخططات الامبريالية الأمريكية ÙÙŠ المنطقة، انعقاد "منتدى المستقبل" ÙÙŠ بلادنا كأول Øلقة ÙÙŠ مخطط "مشروع الشرق الأوسط الكبير وشمال Ø¥Ùريقيا"...) والاقتصادي (اتÙاقية التبادل الØر...) والأمني (قيام المغرب بالأعمال الوسخة كتعذيب الإرهابيين المÙترضين Ù„Øساب أمريكا...) والعسكري (المناورات المشتركة، Ù…Ù†Ø Ù‚Ø§Ø¹Ø¯Ø© عسكرية ÙÙŠ درعة...).».
هذه هي السياسة التي وصلت إلى المأزق. السؤال Ø§Ù„Ù…Ø·Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ø¢Ù† هو هل عندما تصل مثل هذه السياسة إلى المأزق والباب المسدود تكون مهمتنا، Ù†ØÙ† الماركسيين، هي الوساطة من أجل "نزع الÙتيل" وإعطاء "الØلول"ØŸ من وجهة نظرنا Ù†Øن، ما يجب القيام به هو العكس تماما.
« يترتب على الاشتراكيين، ÙÙŠ Øالة نشوب الØرب، أن يستغلوا الأزمة الاقتصادية والسياسية الناجمة عن هذه الØرب، بغية تعجيل سقوط الرأسمالية، أي استغلال المصاعب التي تÙرضها الØرب على الØكومات، وكذلك استياء الجماهير، من أجل الثورة الاشتراكية»7ØŒ هذه هي السياسة الوØيدة الجديرة باشتراكيين أممين Øقيقيين وليس عرض الخدمات على الدكتاتورية، سيما وأنه ليس هناك من شيء سيثبت -مؤقتا على الأقل- أركان النظام ويقوي شرعيته بين الÙئات الأشد تأخرا أكثر من توصله إلى ØÙ„ ينقذ به ماء وجهه من هزيمة مذلة، ليتÙرغ لتصÙية بعض "المسائل العالقة" وعلى رأسها سØÙ‚ الØركة الجماهيرية ÙˆÙرض "السلام الاجتماعي".
ليست الوساطة من أجل إنقاذ "الأطراÙ" من الأزمة والباب المسدود الذي أوصلتهم إليه سياستهم بالذات والتي هي نتاج Øتمي لنظامهم هم بالذات، سياسة اشتراكية، بل هي ممارسة انتهازية يجب على كل ماركسي Øقيقي أن يناضل ضدها. يقول لينين ÙÙŠ هذا السياق: « إن المØتوى السياسي والÙكري للانتهازية والاشتراكية الشوÙينية واØد هو تعاون الطبقات بدلا من الصراع Ùيما بينها والتخلي عن وسائل النضال الثورية ومساعدة Øكوماتـ"ها" وقت الشدة بدلا من استغلال مصاعبها Ù„ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø«ÙˆØ±Ø©8»
ثم Øتى السلام المنشود، والذي يعتبر Ø£Øد أهم الدواÙع التي جعلت الرÙاق ÙÙŠ Øزب النهج الديموقراطي يعملون على Ø·Ø±Ø Ù…Ø¨Ø§Ø¯Ø±ØªÙ‡Ù… هذه، ليس ممكنا إلا باتباع سياسة ثورية Øازمة ترمي إلى توØيد نضالات الشعوب المضطهدة ÙÙŠ المنطقة، ÙÙŠ Øرب طبقية، من أجل القضاء على أنظمة القهر المغروسة ÙÙŠ Ù„ØÙ… المنطقة، يقول لينين: « على كل من يرغب ÙÙŠ سلام دائم وديموقراطي أن يؤيد الØرب الأهلية9ضد الØكومات والبورجوازية»10.
الأمم المتØدة
هنالك وهم شائع جدا، مع الأسÙØŒ بين المناضلين اليساريين يتمثل ÙÙŠ الرهان على ما يسمونه "الشرعية" الدولية وعلى الأمم المتØدة. Ùلا سواء تعلق الأمر بÙلسطين ولا بالصØراء الغربية ولا بأي مكان من العالم، تجدهم يطبلون لتلك الشرعية ويطلبون تدخل الأمم المتØدة لإØلال السلام. ورغم أنه لم ÙŠØدث أبدا لمنظمة الأمم (الغير) المتØدة هذه أن أعطت لأي شعب Øقه ÙÙŠ تقرير مصيره، أو ساعدته ÙÙŠ ذلك، أو بسطت السلام ÙÙŠ أي مكان دخلته، بل على العكس تماما، تسببت ÙÙŠ الكثير من المرات، بشكل مباشر أو غير مباشر، ÙÙŠ الاعتداء على الشعوب وموت آلا٠الأبرياء: تقسيم Ùلسطين، الØصار على العراق، مذبØØ© قانا خلال الØرب اللبنانية الأخيرة... (إذا أردنا أن نقتصر على العالم العربي) Ùإن هؤلاء السادة ÙŠØاÙظون على إيمان راسخ، أشبه بإيمان العجائز الذي لا ÙŠØتاج إلى دليل، بقدسية هذه المنظمة ومقرراتها وشرعيتها.
Ù†Ùس الوهم نجده مترسخا لدى الرÙاق ÙÙŠ النهج الديموقراطي، إذ نجدهم، ÙÙŠ جميع المرات التي يتØدثون Ùيها عن Ùهمهم للØÙ„ ÙÙŠ الصØراء الغربية، يتØدثون عن "الشرعية" الدولية Ùˆ"مقررات المنتظم الدولي"ØŒ الخ. وكأنهم يتØدثون عن شرعية مناقضة لشرعية الإمبرياليين، وعن ما يسمى بـ "المنتظم الدولي" وكأنه ليس هو Ù†Ùسه منتظم القوى الإمبريالية. ويتØدثون عن الأمم المتØدة وكأنها مؤسسة Ù…Øايدة عن الإمبريالية، أو قد تنتهج سياسة مناقضة Ù„Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø¥Ù…Ø¨Ø±ÙŠØ§Ù„ÙŠØ©. لكن الواقع هو عكس ذلك تماما، إذ جميع الوقائع تؤكد أن منظمة الأمم المتØدة ليست سوى وسيلة ÙÙŠ يد القوى الإمبريالية Ù„ØÙ„ القضايا التاÙهة والمشاكل الثانوية بينها، أما القضايا الرئيسية والØاسمة ÙتØÙ„ بعيدا عن هذه المؤسسة، هذا من جهة أما من جهة أخرى، Ùإن القوى الإمبريالية لم تخلق هذه المنظمة وتمولها، لكي تعمل هذه المنظمة على عرقلة مصالØها، بل خلقتها لخدمة مصالØها هي، وهي مستعدة للتخلص منها كما ÙŠÙتخلص من رقعة بالية إذا ما تبين أن هذه المنظمة قد استنÙذت صلاØيتها أو صارت معرقلا Ù„Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ù‚ÙˆÙ‰ الإمبريالية.
ليس للأمم المتØدة أية سياسة مستقلة عن سياسة القوى الإمبريالية التي تق٠ورائها، يجب علينا ألا ننسى هذه الØقيقة. ويجب علينا أيضا ألا ننسى أن سياسة القوى الإمبريالية رجعية بالمطلق ولا توجد Ùيها أية ذرة من التقدمية، أبدا على الإطلاق! وتدخل الأمم المتØدة ÙÙŠ المنطقة لا يمكنه إلا أن يكون تدخلا للقوى الإمبريالية التي خلقت تلك المنظمة وتمولها وتصنع قراراتها، ومن تم Ùإنه لا يمكننا، Ù†ØÙ† الماركسيين، تØت أي ظر٠من الظروÙØŒ أن ندعم تدخل ما يسمى بالأمم المتØدة. يجب أن لا يكون لنا أي وهم Øول دور وطبيعة الإمبريالية[...] لا يجب إيلاء ولو ذرة من الثقة للإمبريالية، التي ستداÙع دائما عن مصالØها الخاصة الأنانية على Øساب المضطهَدين11
لقد بقيت القوى الإمبريالية الواقÙØ© وراء تلك المنظمة، الإمبريالية الأمريكية والÙرنسية والإسبانية تتÙرج على جرائم النظام المغربي بدون أن تØرك ساكنا، بل كانت تبيعه كل أنواع الأسلØØ© وتمكنه من جميع أنواع الدعم التقني والمخابراتي... كما أن الأمم المتØدة ضلت، طوال عقود من الزمن، تتÙرج بدم بارد على معانات الشعب الصØراوي وهو يباد ويشرد وتكتÙÙŠØŒ ÙÙŠ Ø£Øسن الظروÙØŒ بالتنديد اللÙظي وتدعوا إلى "التعقل"ØŒ لكنها الآن، وبقدرة قادر، صار من المÙترض أنها هي من سيØمي الشعب الصØراوي ويرد له Øقوقه(!)
ولكي يعر٠المراهنون على الأمم المتØدة مدى سذاجة اعتقادهم، نسوق لهم ØªØµØ±ÙŠØ Ø´Ø§Ù‡Ø¯ من أهلها، مبعوث كوÙÙŠ عنان الشخصي، السÙير Ùان Ùالسوم، والذي يقول: « نزاع الصØراء الغربية لا ÙŠØظى بالأولوية ÙÙŠ المÙكرة السياسية لغالبية الدول الأعضاء ÙÙŠ الأمم المتØدة». وأن: « أغلبية الدول الأعضاء تود الØÙاظ على علاقات جيدة مع المغرب ومع الجزائر». وأنه: « لا توجد أي دولة مستعدة للضغط على المغرب من أجل أن يتخلى عن مطالبه ÙÙŠ الصØراء الغربية»12. أي باختصار Ùليذهب الشعب الصØراوي إلى الجØيم، لا شيء يعلو على صوت المصالØ.
إن الرهان على الأمم المتØدة موق٠خاطئ تماما من الناØية النظرية ورجعي بالمطلق من الناØية السياسية العملية. وذلك لأنه يجعل ØÙ‚ الشعب الصØراوي ÙÙŠ تقرير مصيره سرابا، وأيضا يجعل هذا Ø§Ù„Ø·Ù…ÙˆØ Ø§Ù„Ø¹Ø§Ø¯Ù„ والتقدمي وسيلة رخيصة ÙÙŠ يد القوى الإمبريالية والإقليمية لتساوم به وتضغط به Øسب الØاجة خدمة لمصالØها، بل يدÙع المؤمن به بالضرورة إلى السقوط ضØية مناورات الإمبرياليين والقوى الإقليمية.
البديل
« إن الجمهورية البروليتارية التي يدعمها عمال الأريا٠والÙقراء من الÙلاØين ومن سكان المدن هي ÙˆØدها التي تستطيع أن تؤمن السلام وتعطي الخبز والنظام والØرية»13 هذا هو الدرس الذي علمتنا إياه تجربة الثورة الروسية وكل تجارب النضالات التي عرÙها القرن العشرين، أما جميع الأوهام على إمكانية الØÙ„ ÙÙŠ ظل الرأسمالية Ùلم تؤدي إلا إلى المآسي والهزائم.
إن الضمانة الوØيدة لعدم السقوط ÙÙŠ ÙØ® الرهان على مؤسسات الإمبريالية Ùˆ"شرعيتها" وعدم السقوط ÙÙŠ ÙØ® التعاون بين الطبقات هو امتلاك موق٠طبقي Øازم. « عندما Ø§Ø¬ØªØ§Ø Ù…ÙˆØ³ÙˆÙ„ÙŠÙ†ÙŠ الØبشة، سنة 1935ØŒ عارض تروتسكي بØزم تدخل عصبة الأمم (مطبخ اللصوص، كما كان لينين يسميها عن ØÙ‚) [...] لقد وق٠لينين وتروتسكي دائما موقÙا طبقيا. ÙˆÙÙŠ Øالة الØبشة دعا تروتسكي إلى تØرك الطبقة العاملة»14. هذا هو الØÙ„ الوØيد!
لقد سبق لنا ÙÙŠ رابطة العمل الشيوعي أن شرØنا ذلك ÙÙŠ أرضيتنا السياسية -إعلان المبادئ- وأكدنا « أن المخرج الوØيد للشعب الصØراوي يتمثل ÙÙŠ التØال٠مع الطبقة العاملة المغربية ÙÙŠ نضال مشترك من أجل الاشتراكية وبناء Ùدرالية اشتراكية ÙÙŠ المنطقة» كما أكدنا، ÙÙŠ Ù†Ùس السياق، على أن « جميع المØاولات المبنية على الاعتماد على تØالÙات مع القوى الإمبريالية أو المؤسسات الدولية من قبيل الأمم المتØدة أو الاتØاد الأوروبي لن تؤدي سوى إلى خيانات جديدة وهزائم سيتكبدها الشعب الصØراوي. إن الØلي٠الأÙضل والوØيد والØقيقي ضد الاضطهاد القومي الذي يعانيه الشعب الصØراوي هو الطبقة العاملة والÙلاØين المغاربة.» وطرØنا ÙÙŠ برنامجنا النضال من أجل :
*« الوق٠الÙوري لنهب ثروات الشعب الصØراوي.
*Ùرض ØÙ‚ اللاجئين ÙÙŠ العودة إلى أراضيهم بدون قيد أو شرط.
*إطلاق Ø³Ø±Ø§Ø Ø§Ù„Ù…Ø¹ØªÙ‚Ù„ÙŠÙ† السياسيين الصØراويين والكش٠عن مصير المÙقودين والمختطÙين.
*معاقبة جميع المسؤولين عن جرائم الØرب ضد الشعب الصØراوي.
*ØÙ‚ الشعب الصØراوي ÙÙŠ تقرير المصير بما Ùيه الØÙ‚ ÙÙŠ الانÙصال.
*من أجل Ùدرالية اشتراكية للمنطقة المغاربية توÙر أوسع الØÙ‚ ÙÙŠ تقرير المصير لجميع الشعوب التي تشكلها»15.
1 : رسالة Ù…ÙتوØØ© من الكتابة الوطنية للنهج الديموقراطي إلى الØكومة المغربية والجبهة الشعبية لتØرير الساقية الØمراء وواد الذهب، جريدة النهج الديموقراطي، ع 112ØŒ ص 2.
2 : لينين: الاشتراكية والØرب، طبعة دار التقدم. ص: 5 (خط التشديد من عندنا).
3 : لينين: المصدر Ù†Ùسه. ص: 40.
4 : لينين: مقدمة الترجمة الروسية لرسائل ماركس إلى كوغلمان.
5 : Rob Sewell: Lenin on the National Question
6 : النشرة الماركسية العالمية، 2002: نضال الصØراويين، التاريخ والآÙاق.
7 : بيان بال، نقلا عن لينين: الاشتراكية والØرب، ص 16
8 : لينين Ù†Ùس المصدر، ص 19
9 : نعتقد أنه من المهم ÙÙŠ هذا السياق ØªÙˆØ¶ÙŠØ Ù…ØµØ·Ù„Ø "الØرب الأهلية" من وجهة نظر الماركسيين، Ùبعد أن تعهر هذا المصطلØØŒ ÙÙŠ وقتنا الØالي، وصار مرادÙا للإرهاب الÙردي والتÙجيرات الإجرامية والصراعات الدينية والعرقية (العراق، Ø£Ùغانستان، المواجهات بين ÙØªØ ÙˆØماس...)ØŒ Ø£ØµØ¨Ø Ù…Ù† الضروري التأكيد على أن لينين إذ يتØدث عن الØرب الأهلية إنما يعني النضال الطبقي الذي تخوضه الطبقة العاملة ÙˆØÙ„Ùائها ضد الرأسماليين، بواسطة طرق نضالها التقليدية: التظاهر، الإضراب العام، الانتÙاضة المسلØØ©. وهو ما سبق لنا أن أكدنا عليه Ù†ØÙ† أيضا ÙÙŠ إعلان المبادئ Øيث نقول: »إننا نرتكز على النضال المستقل الذي تقوم به الطبقة العاملة. تشكيلة النضال من أجل الثورة الاشتراكية واسعة، هي النضال الجماهيري (الإضراب، التظاهر، الاعتصام، اØتلال المصانع، الانتÙاضة الجماهيرية) والمنظمات الجماهيرية، المشاركة الديموقراطية ÙÙŠ اتخاذ القرار من طر٠العمال، تملك الوعي الطبقي والمزاوجة بين النضال العلني والسري...
Ù†ØÙ† نرÙض أساليب وبرامج الإرهاب الÙردي (الاغتيالات والعمليات ضد أعضاء الدولة الرأسمالية أو ضد الأÙراد الرأسماليين) الذي يعوض النضال التغييري الجماهيري بنشاط أقلية مستنيرة. ونعتقد أيضا أن استراتيجية وأساليب وبرنامج Øرب العصابات (الØرب الشعبية الطويلة الأمد ÙÙŠ البوادي Ù†ØÙˆ المدن أو تنويعاتها المختلÙØ© الأخرى) هي أساليب غير صالØØ© ÙÙŠ النضال من أجل الاشتراكية بالمغرب...
Ù†ØÙ† نرتكز على قاعدة نشاط وأساليب نضال الطبقة العاملة التي هي الأساليب الوØيدة لقادرة على ضمان انتصار ثورة اشتراكية Øقيقية وتشييد الديموقراطية العمالية« - رابطة العمل الشيوعي، إعلان المبادئ-.
10 : لينين، Ù†Ùس المصدر، ص 26
11 : Ted Grant & Jean Duval: East Timor: Can we trust the United Nations
12 : Ùرناندو آرياس سالغادو: الصØراء ÙÙŠ الأمم المتØدة، ترجمة مصطÙÙ‰ الكتاب.
13 : لينين: رسائل من بعيد، طبعة دار التقدم 1977. ص، 22.
14 : Ted Grant & Jean Duval: East Timor: Can we trust the United Nations
15 : رابطة العمل الشيوعي، البرنامج الانتقالي.